اؤمن بالله أو لا اؤمن
اؤمن بالله أو لا اؤمن…ذلك كان أكبر تحدِ لعقولنا وأكبر مسؤولية ….فأنت لا تتسلّى بل إن كفرتَ ستدفع الثمن غالياً ,,,,ومصيرنا الأبديّ متعلقٌ بإيماننا أو كفرنا
….وعلاقتنا بالله هي أوّل ما واجه عقولنا : فنحن نريد تفسيراً لوجودنا …………………كما ندخل غابة ونبدأ نفكّر بكلّ أثر ونفسّر كلّ منحنى فيها …ونتتبّع كلّ طريق …
..........وهنا نحن نريد تفسيراً …..مَن أنا …!!...لماذا كنتُ ابن فلان ولم أكن ابن فلان ….!!....ولماذا جئتُ في هذا الزمن وهذا البلد وهذه الأمّة ………………!!...مَن وَضَع هاتين العينين في وجهي …!!!...مَن أخرَج هذه البرتقالة من الأرض ….!!...ماهذا المطر…!!...ولماذا بَعد ذلك نموت !!
.
…..فانقسم الناس ثلاثة أقسام اتجاه الإيمان والكفر : قسم بعقل عاديّ اكتفى بذلك التصديق الفطريّ في قلبه الذي وُلِد معه …..فهو ينظر إلى السماء كلّما أراد شيئاً …!..يفهم انّ الله هو القوّة التي يدعوها لكلّ حاجة وهو مقابل ذلك يقدّم له الطاعة القليلة التي تُنجيه ..….
.
…وقسم ازدادوا تفكيراً بالله - ولا يُعرَف الله إلّا بالعقل - ..والأنبياء بلّغونا بمايريد الله فقط ..............والدليل الوحيد عليه هو ما خلّق ….ففكّروا بآثاره ولم يفكّروا به ,,,,,فالتفكير بأثره يدلّ عليه بسهولة ….فلا يوجد قلم حبر بدون صانع ….وإذا نظرتَ إلى دولاب السيّارة الدائريّ تعلُم أنّ عقلاً أراد هذا من أجل أن يمشي هذا الدولاب ولو كان مربعاً لا يمشي ………
.
……………وهؤلاء قد آمنت عقولهم به واكتفوا بذلك ولم يفكّرو بالله نفسه ...فالمهمّ هو تفسير وجودهم ...وليس بمقدورهم تفسير وجود الله ,,,,,فازدادوا قُربا من الله وحبّا له وطاعة ………………………….والله قد اقترب منهم اكثر من أيّ شيء ….

وقسم ازدادوا تفكيرا ولكن ليس بأثره بل فكّروا بالله نفسه ………كيف هذا وعقولهم لا تفهم كلّ شيء ...بل ربما لا نفهم قطرة من بحر العلم الذي يعرفه الله كلّه ..!!…"وما اوتيتم من العلم إلّا قليلا"....فأقحموا أنفسهم بمسألة لا يمكن تفسيرها لأنّ الله " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " …و " ليس كمثله شيء "…لا يمكن أن نعرف كيف كان الله وماهي ذاته وماهو بصرُه وكيف تمّ عِلمه …………
.
……….هؤلاء هم الظالمون : فأنت تظلم طفلاً عمره عامين إذا طلبتَ منه أن يحلّ مسألة في الفيزياء …ولا تتفاجأ إذا أخبرَك بعد معاناة وتفكير أنّ الفيزياء عِلم خاطىء غير موجود ...سيقول ذلك لأنّه لم يستطع الحل !!!!…………..وخطأُ هؤلاء :"يحسبون أن العقل قادر أن يعرف كلّ شيء …."ولو عرّفتْ عقولنا كلّ شيء لصِرْنا آلهةً تخلق وتُميت ......ولما مسّنا وأهلنا الضرّ والخوف والفقر والظلم والشقاء ........!!!
.
............وعقلنا لم يعرف العِلم إلّا تدرجاً ..معلومة فوق معلومة ...منذ كنّا على الأرض…وكان العِلم الذي حصّلناه سلّماً مشيناه ولم نقفز قفزاً …
...................فأوّل ما جئنا إلى الأرض لم نكن نعرف شيئاً ….وتراكمَ العلم فالعِلم انسانيٌ ساهمتْ الأمم جميعها فيه ...فعقلنا كالسلحفاة ولكنّه قطَعَ مسافة طويلة في الزمن الطويل !!
.
…….وإلى الآن يُصرّ الملحد : أنْ كيف كان الله …………وماهو الله !!
.............وأنا أقول له : أجب عن السؤال الذي قبله : كيف كنتَ أنت …المهمّ أن تفسّر وجودك أنت ...!!
…وتفسير وجود الله لن تقدر عليه وليس مطلوباً لتكون مؤمناً …بل هو مطلوب لتكون كافراً …..ويكون مصيرك الأبديّ في الجحيم ………
…..فلا تظلم نفسك
.
…الله …هو الوجود الحقيقيّ وإن لم تتعامل معه لا تشعر بوجودك
…هو تفسيرك ..: أنا أقول :"خلقني الله "...وأنت ماذا تقول ...!!.
..ستشعر أنّك ضائع بلا هوية بلا تفسير.
.."وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ"
...إذا رأيت الله ترى كلّ شيء وإذا لم ترَه ….يسبح هذا العالَم في الوهم والظلام كأنّك تطفىء الشمس ……وانتظر يوم الموت وستراه
.
.
.
عبدالحليم الطيطي