لقد منّ الله تعالى عليّ بفضله فدرست العقيدة الطحاوية لللإمام الطحاوي بشرح ابن أبي العز الحنفي ودرست العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام بشرح الشيخ ابن عثيمين رحمهم الله تعالى جميعهم ، ومما تعلّمت أن قول المدعو حجة الإسلام ـ في ذاك المقطع من الفيديو ـ أنّ الله في كل مكان بذاته هو قول الجهمية والمعتزلة والحلاج .
وإليكم قول أهل السنة والجماعة في هذه المسألة :
لسؤال الأول من الفتوى رقم (3535)
س1: ما حكم الصلاة خلف رجل يقول : إن الله في السماء والأرض يحل الله في الأرض خوفا من تحديد مكانه ؟
ج1: من عقيدة أهل السنة والجماعة : أن الله سبحانه وتعالى في العلو فوق جميع خلقه ، وأنه قد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله ، ومما يدل على ذلك قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } وقوله : { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } وقوله تعالى : { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } وقوله في حق عيسى : { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } وهو جل وعلا في السماء إله وفي الأرض إله ، كما قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ } وهو مع خلقه بعلمه ، كما قال تعالى : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } فمن اعتقد أن الله جل وعلا بذاته في الأرض فهذا مخالف للكتاب والسنة والإجماع وهو مذهب الحلولية الذين يقولون : إن الله حال في كل مكان فمن قال بذلك عن جهل بين له الحكم، فإن أصر أو كان يقول ذلك لا عن جهل فهو كافر بالله فلا تصح الصلاة خلفه .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
وهذه فتوى أخرى :
لسؤال الأول من الفتوى رقم (5213):
س1: كيف الرد على القائلين بأن ( الله في كل مكان ) تعالى عن ذلك وما حكم قائلها ؟
ج1: أولا : عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه بذاته وهو ليس داخل العالم ، بل منفصل وبائن عنه وهو مطلع على كل شيء لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء قال تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } الآية ، وقال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } ، وقال الله تعالى : { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } وقال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } الآية ، وقال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } ومما يدل على علوه على خلقه نزول القرآن من عنده والنزول لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل، قال تعالى : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } الآية ، وقال تعالى : { حم }{ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَاللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } وقال تعالى : { حم }{ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } إلى غير ذلك في الآيات الدالة على علو الله سبحانه وتعالى، وفي حديث معاوية بن الحكم السلمي قال : « كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية، فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ، لكني صككتها صكة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي ، قلت : يا رسول الله ، أفلا أعتقها ؟ قال : "ائتني بها" فأتيته بها ، فقال لها : "أين الله؟" قالت : في السماء ، قال : "من أنا؟" قالت : أنت رسول الله ، قال : "أعتقها فإنها مؤمنة » أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم وفي الصحيحين حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء » .
ثانيا : من اعتقد أن الله في كل مكان فهو من الحلولية ، ويرد عليه بما تقدم من الأدلة على أن الله في جهة العلو ، وأنه مستو على عرشه بائن من خلقه فإن انقاد لما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وإلا فهو كافر مرتد عن الإسلام .
وأما قوله تعالى : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } فمعناه عند أهل السنة والجماعة أنه معهم بعلمه واطلاعه على أحوالهم ، وأما قوله تعالى : { وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } فمعناه أنه سبحانه هو معبود أهل السموات ومعبود أهل الأرض ، وأما قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ } فمعناه : أنه سبحانه إله أهل السموات وإله أهل الأرض لا يعبد بحق سواه ، وهذا هو الجمع بين الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب عند أهل الحق .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ؟ " : هذا الحديث ثابت من جهة النقل ، صحيح الإسناد لا يختلف أهلُ الحديث في صحته ، وفيه دليل على أنّ اللَّهَ عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات ، كما قالت الجماعة ، وهو حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم : إنّ اللّه في كل مكان وليس على العرش ، والدليل على صحة ما قال أهلُ الحق في ذلك قوله تعالى : " الرَّحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوى " سورة طه آية 5.
وقوله تعالى : " ثمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْش ما لَكُم مِن دُونهِ من وليٍّ وَلا شَفِيعٍ أفَلا تَتَذكّرون " سورة السجدة آية 4.
وقوله تعالى : " ثُمَّ اسْتَوى إلى السِّماءِ وَهِيَ دُخَانٌ " سورة فصلت آية 11.
وقوله تعالى : " إذاً لابْتَغَوْا إلى ذي العَرْش سَبيلاً " سورة الإسراء آية 42.
وقوله تبارك اسمه : " إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطّيِّبُ والعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " . سورة فاطر آية 10.
وقوله تعالى : " فلمّا تجَلّى ربُّهِ للجَبَل جَعَلهُ دَكّاً " سورة الأعراف آية 143.
وقوله تعالى : " أأَمِنْتُم مَنْ في السّماءِ أنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ " سورة الملك آية 16. اجتماع الجيوش ـ ابن القيم ج1 ص35
والرجل عبارة عن صوفي أشعري ماتريدي غزّالي حلاجي وذلك بإعترافه راجع ردودي عليه
وأنت أخي ابحث فهذه عقيدتنا التي يجب أن نلقى الله تعالى عليها بدون بدع أو محدثات .
اللهم قد بلغت فاشهد
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
المفضلات