تفسير الاحلام ابن سرين

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 16 من 16

الموضوع: فتاة اهلكها التمني

  1. #11
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474855

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البارت { الثاني عشر }


    احاول مقاومة الحزن لكي لا يحرق قلبي~
    احاول مقاومة الحزن كي لا يحرق ما بقى من ذاتي~
    احاول مقاومة الحزن كي لا يصبح كالهواء الذي استنشقه في كل لحظه~
    احاول مقاومة الحزن كي لا يصبح لي الحزن بستانا اتنزه بداخله~

    أيامي اصبحت سوداء كلها هم .. وعذاب ..
    اه يا قلبي .. ما زلت وحيدا في هذه الحياه لا يساهرك غير الحزن~
    حتى دمعي من كثر ما ابكي شكا ..
    حتى أنا أصبحت اطاردك ايها الحزن في منامي واحلامي~
    الا تعلم اني قد رسمت حياتي على قطرات دم ممزوجة~
    بحسرة آهاتي لقد حكمت علي بأني سوف امكث
    بين آهاتي .. واحزاني .. من غير ذنب~
    اين الحنان اين الوفاء اين التضحية ؟؟
    لم يبقى في قلبي نبضات لم يبقى غير..
    الحزن .. الشتات .. الحرمان~

    وبقيت نار تحرق ما بداخل قلبي بلا رحمة~
    ودموع عيني تنظر لي بحسره وشفقه بعدما كانت
    تشتكي مني الآن تقف وهي لا تعلم ماذا تفعل~
    لا تستطيع ان تفعل شيء غير سكب الدموع ~
    تسكب الدموع على نمط قصيده تزخرفها بالعبرات~
    وصفحتها من الهم والشهقات وقلمها من دم ملئ بالزفرات~
    اه يا قلبي كيف سلمت نفسك للحزن والجراح ~
    ولكني .......
    يوما ما سوف اتغلب على حزني~~
    على المي~~
    على جرحي~~
    وابتسم لتضيء ابتسامتي ظلمة مكاني وتبدده~
    ولكني لن انساك يا حزني~
    هل تدري ما لذي سأفعله بك~
    سأجعلك تذكار و أمر عليك كل يوم واعتبر منك~
    وعسى أن يكون هذا اليوم قبل أن تفارق الروح الجسد~

    لا أدري ماذا أقول غير أني أصبحت أسيرة لذكرياتي المؤلمة ..
    حاولت التخلص منها و لكني لم أقدر .. ليتني أستطيع مسحها من ذاكرتي ..
    ليتني أستطيع نسيان كل شيء .. أصبحت ذكرياتي تأتيني علي شكل كوابيس مرعبة ..
    أستيقظ من النوم و أنا مكتئبة و حزينة .. لا أجد أحدا أشكو له غير أمي الغالية ..
    آه كم أرتاح عندما أقول لها عن مكنونات قلبي المجروح .. تواسيني و تظل معي للنهاية ..
    يا رب أسألك أنت تحفظ لي أهلي ..

    دخلت السنة الرابعة آخر سنة في الجامعة و أسوأ سنة في عمري ..
    حالتي الصحية كانت متدهورة و كذلك حالتي النفسية .. لم أشعر براحة البال في حياتي ..
    دائما أقول لأمي لا أريد أن أضل هكذا طول عمري .. أريد أن أعيش حياتي المتبقية بسعادة ..
    أريد أن أشعر أني كباقي الفتيات .. أريد أن ينظر لي الناس نظرة عادية ..
    لا أريد نظرة سخرية أو استهزاء أو شفقة .. كثيرا ما أري هذه النظرات في عيون الناس ..

    لا احتـاج شفقـــــــــة مــن احـــد ..
    مهمـا جلســت وحيـــــــــــــدة ...
    أحيــانـا تكــون الريــــــــاح شديــدة ...
    و لكنــنــي استطـــيـــع الصـمــــــــــود ...
    و استطــيــع ان اتخــطـــى كــل مــراحــــل الحـــــزن ...
    أحيـــانـــا ابحـــث عــن نفـســـــي فـلا اجـــدها ...
    ولا ادري مـاذا تـــــريـــد و مــن مــاذا تشــــــكو ؟؟ ...
    هـــل يـــــا تــــري ســـوف استنِــشــق السعــادة فـــــي حيـــــاتـي
    عــــالمـــي مــــــجهــــــول ... .

    صديقاتي تغيرن لم يعدن كالسابق .. كل حديثهن يدور عن الجمال و الماكياج و تسريحات الشعر ..
    كثيرا ما أقول هل يتعمدن الحديث عن هذه المواضيع كي يجرحن مشاعري ؟؟ ..
    أعلم أنه موضوع عادي لأي فتاة و لكنه مؤلم بالنسبة لي ..
    بل مؤلم جدا لدرجة أن دموعي علي وشك النزول ..
    أحاول تغيير الموضوع و لكنهن لا يكترثن لي و يكملن حديثهن ..
    كرهت الجلوس معهن لأن حديثهن يذكرني بمأساتي بمعاناتي القاسية ..

    أصبحت أجلس معهن و أفكر في أشياء أخري ولا أشارك في الحديث ..
    حتي أن صديقة عمري ( نور ) تغيرت كثيرا منذ أن خطبت .. لم تعد تهتم بي أبدا ..
    بل أصبح كل حديثها عن الخطوبة و الماكياج و الشعر ..
    لم تكن تهتم بالمظاهر أما الآن أصبح المظهر كل همها ..
    أصبحت لا أطيق الجلوس معها لأن حديثها يجرح قلبي .. لا أعلم لم الفتيات يتغيرن عندما يخطبن ..
    كنت أعاملها معاملة صديقة غالية و لكنها دمرت مشاعر الصداقة في ذلك اليوم ..
    ضلت أسبوع ترمقني بنظرات غريبة .. لم تنظر لي هكذا في حياتها ..
    و في يوم خرجنا من المحاضرة نادتني نور ..

    نور : أريد أن أكلمك .

    يارا : حسنا .. ماذا هناك ؟؟

    نور : عديني بأنك لن تحزني .

    يارا : لن أعدك .

    نور : لماذا ؟

    يارا : لأني أشعر بأن كلامك سيجرحني .

    نور : من الضروري أن أقول لك أرجوك عديني .

    يارا : لا أريد .

    نور : حسنا سأقول لك ولا يهمني إذا حزنت أو لا .

    يارا : أسمعك .

    نور : عندي الكثير من التساؤلات تدور في رأسي .

    يارا : أي تساؤلات ؟

    نور : لماذا أنت هكذا ؟؟ ( ظلت تأشر علي وجهي )

    يارا : ماذا !! ماذا تقصدين ؟؟

    نور : الناس يتحدثون عن شكلك .. لماذا وجهك هكذا ؟

    لم أصدق ما سمعت .. صديقة عمري تقول لي هذا الكلام ..
    خارت قواي حتي صديقتي تستهزأ بي .. ماذا بعد ذلك !! ..
    مشيت بعيدة عنها ظلت تلحق بي .. ركضت بسرعة و هي تركض خلفي و تمسك بيدي و أنا أبعدها بعنف ..

    نور : يارا انتظري أرجوك .

    يارا : أغربي عن وجهي لا تكلميني .

    و من حسن حظي وجدت أبي أمام باب الجامعة .. ركبت السيارة لم أستطع كتم دموعي بدأت أبكي بشدة ..
    أعصابي انهارت .. لم أتوقع أن أسمع هذا الكلام من نور ..

    أبي : يارا لماذا البكاء ؟؟

    يارا : ............................

    أبي : هل حدث شيء ؟؟

    يارا : .........................

    وصلت البيت بكيت أكثر من ساعتين .. أتت أمي و جلست بجانبي تواسيني
    إلي أن هدئت و قلت لها ماذا حدث و ماذا قالت نور ..
    سمعت هاتفي يرن و إذ بنور تتصل .. أغلقت الهاتف 3 أيام لا أريد أن أكلم أحد ..
    نور حطمت صداقة عمرها 11 عاما في ثواني ..
    كانت أغلي و أعز صديقة في قلبي و لكنها دمرت كل شيء كان بيننا ..

    الوحدة قاسية ،،
    لا أجد أحدا يسأل عن حالي و يواسيني ~
    إلا الشخص الذي يهمه أمري ،،
    حينها ستنكشف الصورة و يعرف من هو المخلص و من هو المصلحي ،،
    كل شيء أصبح نفاقا ،،
    يجاملونني و في قلوبهم نار كاوية ~
    تخمد كلما يرونني أفشل أو أكون حزينة ،،
    الحياة غريبة فأعز الناس يرميني بكلمات أعجز عن تبرير أفعاله ،،
    لماذا فعل هذا ؟؟ ،،
    ربما لم يعد صديقي كالسابق ~
    أو ربما الزمن غيره و أنساه من أنا ،، ~
    ولكن لن أهتم لتجاهلهم لي ،،
    فأنا شخص مخلص مركزي لا يسمح لي بالجلوس معهم ..
    سأحمل ما تبقي من كرامتي و أرحل .. ~
    سيأتي يوم و سيعرفون من أنا ،،~

    فتحت هاتفي بعد 3 أيام وجدت رسائل من نور و لكني لم أرد عليها ..
    ثواني و اتصلت لم أجب تركتها تتصل إلي أن شعرت باليأس و توقفت ..
    في اليوم التالي ذهبت للجامعة أتت نور مسرعة و سلمت علي و قبلتني و لكني أبعدتها عني لم أعد أطيقها ..
    أخذتني و بدأت تبرر أفعالها و تتوسل أن أسامحها .. قالت لي :

    نور : الناس يقولون هذا و لست أنا .. أرجوك لا تدمري علاقتنا بسبب شيء سخيف

    يارا : هذا ليس سخيفا بالنسبة لي .

    نور : أرجوك انسي كل شيء و لنرجع كالسابق .

    يارا : انت التي دمرت علاقتنا .. تعرفينني لو جرحني أحد لا أستطيع أن أرجع معه كما كنت .

    نور : و لكني صديقتك الغالية .

    يارا : هذا الذي سيجعلني أتغير أكثر لأني وثقت فيك و أنت خذلتني بشدة .

    منذ ذلك اليوم لم أعد أتحدث مع نور كثيرا .. لا أحادثها إلا إذا كلمتني أرد عليها فقط ..
    لم أعد أقول لها أي شيء .. لم أعد أعتبرها صديقتي .. أصبحت زميلة دراسة فقط لا أكثر ..
    صحيح أنها وقفت بجانبي فيما مضي و أنا مدينة لها بذلك .. و لكن الآن لا أستطيع البقاء معها ..
    لا أستطيع التظاهر و كأن شيئا لم يكن .. أنا إنسانة لي مشاعر لي قلب و قلبي لم يعد يحتمل جروحا جديدة ..

    لم يعد لي دمع كي أبكيه كل الدموع ذرفتها ولم يتغير الحال كما هوا

    سقم والم وحزن واحتراق وفوق كل ذلك انتظار قاتل

    حتى مللت من ذاتي ومن حياتي من آهاتي وعبراتي

    تعبت من سهري ونوحي اصبحت اتمنى لو اموت وارتاح من حياتي

    فلماذا اعيش وقد اصبحت رمزا للحزن

    لماذا اعيش وقد خاب ظني في كل شيء

    ارجوك ايها القدر اتوسل اليك أن تغير مصيري

    و تعطيني القليل من السعادة

  2. #12
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474855

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البارت { الثالث عشر }

    كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بغضبٍ عارمٍ يعتريني

    كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بهبوطٍ في نبض وجداني

    كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بألم يعتصر صدري ويكتم انفاسي

    كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بصرخةٍ حبيسةٍ في فؤادي

    كلما تذكرت الماضي كلما رأيت وجوها امعنت في إيلامي

    كلما تذكرت الماضي كلما تذكرت اعدائي وكرهت احبائي

    كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بشرارةٍ توشك ان تشعل نارا في افكاري

    كلما تذكرت الماضي كلما اصبحتُ سجينة لآلامي

    كلما تذكرت الماضي كلما استيقظتُ من احلامي

    كلما تذكرت الماضي كلما تخليتُ عن آمالي

    كلما تذكرت الماضي كلما تذكرت تحطيم ذاتي

    كلما تذكرت الماضي كلما كان حاضري قريبا من مماتي

    الماضي أصبح يذكرني بكل ما هو مؤلم .. الماضي أصابني بندوب و جروح كثيرة ..
    طفولتي هي سبب كل شيء أقاسيه الآن .. طفولتي أثرت علي شخصيتي و سلوكي ..
    لا أدري هل أنا قوية أم ضعيفة .. ربما بعض الناس سيقولون أني ضعيفة لأنهم لم يقرأو قصتي بعد ..
    و البعض الآخر سيقولون أني قوية .. لا أدري أيهما هو حقيقتي .. و لكني أعلم أني ذقت مرارة الواقع بكل ما فيه ..

    السنة الرابعة آخر سنة في الجامعة .. كانت أسوأ سنة من جميع الجهات ..
    نفسيتي , دراستي , صحتي , علاقاتي مع أقربائي , و حتي أصدقائي ..
    لم أعد أستطيع التركيز في الدراسة .. أذاكر و أنسي بسرعة لم أعد تلك الفتاة الذكية سريعة البديهة ..
    خسرت قدراتي علي التركيز و الحفظ و الفهم .. لا أدري ماذا أفعل مستواي تدهور بشدة ..
    خشيت أن أرسب لأن علاماتي سيئة جدا ..

    حدثت عدة مآسي في هذه السنة و لكني لا أستطيع وصفها بالكلمات
    لأنها مؤلمة جدا ولا داعي لمزيد من الحزن ..
    انتهت هذه السنة و نجحت بتقدير سيئ .. أصبت بإحباط شديد ..
    طول عمري أتحصل علي نسبة مرتفعة و أنال المركز الأول ..
    و الآن تغير كل شيء .. الظروف أقوي مني بكثير ..
    صحيح أني حاولت الدراسة و بذلت جهدي و لكن المشكلة في دماغي و ليس باليد حيلة ..

    لم أعد متفائلة مثل قبل لأن كل سنة أسوأ من السنة التي قبلها ..
    تقول لي أمي ( الإحباط يزيد من حالتك سوءا .. كوني قوية و متفائلة لا تستسلمي .. الله معك و لن يتركك ) ..
    كثيرا ما تحاول أمي إخراجي من جو الكآبة و الإحباط .. لا يوجد شخص يستطيع فهمي مثل أمي ..

    تخرجت من الجامعة و تحصلت علي المركز الثالث علي مجموع السنوات ..
    السنة الثالثة ساعدتي و رفعت من نسبتي .. أتو أقاربي و أحضروا لي هدايا بمناسبة تخرجي ..
    لم يروا الفرحة في وجهي .. استغربوا لماذا لست سعيدة ..
    ( كيف لي أن أفرح .. كيف لي أن أضحك بعد كل هذا العذاب الذي دقته ..
    كنت أضحك مجاملة للناس أما الآن أصبحت ابتسامتي باهتة ) ..

    كثيرا ما أجلس في مكان منعزل عن الآخرين .. أراقبهم بعين حزينة البرد قارس و المكان موحش ..
    مشاعري مكبوتة .. أشعر بزلزال يهد كياني .. كلماتي حبيسة .. تثور بداخلي كبركان ذو حمم ملتهبة ,,
    قلبي يؤلمني فقد أثقل بالهموم و عاني سنوات من الحرمان .. أتمني أن أغمض عيني و أمسك أحلامي بيدي ..
    كم تمنيت أن تتحقق لكي يخرج ما حبس بداخلي ..
    أكتفي بالدموع و لكن ليس لأني ضعيفة بل لأنها لغتي التي أستطيع التعبير بها عن مدي حزني ..
    أصبحت أجري نقاشا مع ذاتي كل ليلة .. أوقف كل شيء و كأنني في محكمة ..
    أحاسب نفسي علي كل شيء .. أوجه لها كل ذنب مؤلم .. أبين لها أن الكل يكرهها ..
    وصفتها بعديمة الفائدة .. آه كم عاملت نفسي بقسوة .. و كأنه شيء لا يمت لي بصلة ,,
    يا تري هل هو عدم القدرة علي الانتقام من الآخرين !! .. أم أنني عجزت أن أعيد هيكلة ذاتي ..
    فقدت الأمل كم أيقنت أن أزيد جراحها .. لماذا أصبحت أتطرق لعطف الآخرين ؟؟
    ربما لكي أعوض النقص الذي أصابني .. فقدت القدرة علي التحكم بمشاعري ..
    أصبحت حساسة جدا و أبكي علي أبسط شيء .. لا أعلم ما الذي أوصلني لهذا الحد ..
    أهو اليأس أم الغيرة من الآخرين لأنهم يملكون شيئا تمنيت الحصول عليه ..
    بكيت سنوات لأجله .. و لكني أراه كالسراب أمامي ولا أستطيع تحقيقه ..

    ما لذي حدث لي؟؟
    أصبحت أبحث عن أي شيء حزين يجعلني أبكي ~
    لأني أشعر بأني اذا بكيت سأرتاح من هذا العالم ..~
    من هؤلاء الناس ..

    وربما بسبب الخوف من ذلك المستقبل المكتوب لي ..

    لا أقرأ سوي الروايات الحزينة ولا أشاهد الا الأفلام الحزينة ~
    ثم أبكي بشدة ولكن ليس على الفيلم ..

    بل على نفسي وكأني اعتذر لها عن كل غلطة ارتكبتها بحقها في هذه الحياة..

    أعتذر لنفسي لأنني انسانه لا تستطيع الابتسام بعد الآن..

    أعتذر لنفسي لأنني كتومة ولا أستطيع اخبار أحد بأسراري..

    أعتذر لنفسي لأني أصبحت مهملة بشكل لا يصدق ..

    أعتذر لنفسي لأني أضعتها في مكان ما في هذا العالم ~
    ولم أستطع إيجادها الى الآن.. ~~

    اعتزلت جميع الناس لم أعد أخرج من البيت أبدا .. أصبحت أسيرة لحزني الذي لا يريد أن ينتهي ..
    لم أعد أتصل بصديقاتي .. ليس لي رغبة في فعل أي شيء ,,
    كثيرا ما تأتيني نوبات كآبة أكره نفسي بل أكره كل شيء يتعلق بي ..
    أعلم أني إذا استمريت علي هذا الحال سأفقد عقلي و أصاب بالجنون ..
    نصحتني أمي بقراءة القرآن كل يوم لكي يخف همي ..

    بدأت أقرأ القرآن و أبكي علي حالي .. الحزن و الدموع أصبحا رفيقيْ دربي اللذان لا يريدان التخلي عني ..
    كلما جفت دمعة تنزل أخري لكي تحل محلها .. دائما أعيش في خيالي و أتخيل كل شيء أريده لأعوض نقصي الشديد ..
    لم أعرف أنني في يوم من الأيام سوف أبكي بشده لسوء قدري كل ما أعرفه هو أنني بشر
    أريد أن أعيش كسائر فصيلتي لقد كُتِب لي العذاب... كُتِب لي الألم... كُتِبت لي المعاناة
    لماذا لا أعيش حياتي كما أريد ؟ سعيدة كما أتمنى؟؟
    لماذا وُجِب علي تحمُل الألم؟؟
    قبل كل شيء أنا بشر ..لا أحتمل أكثر من طاقتي ..لا أحتمل العذاب
    الحياة قاسية جدا علي .. قلبي يعتصر من شدة الألم ..
    تركت كل الأحزان والآلام خلفي وركضت لأحتضن السعادة .. و لكنها لا تريد استقبالي ..

    كثيرا ما أقول لماذا يحدث لي هذا ؟؟ لماذا أنا بالذات ؟؟ ثم أستغفر ربي لأنه لا يجوز أن أقول هذا الكلام ..
    أعلم أن من وراء هذا حكمة عظيمة .. ربما عندما أشفي سأنسي كل مأساتي في غمضة عين
    و أعتبر أنها شيء بسيط مر بي .. ثقتي بربي أكبر من كل شيء أعلم أنه سيعوضني عن هذه الحياة ..
    أعرف شخصا عاني من مرض منذ مرحلة المراهقة و ظل يعاني طيلة 20 سنة و لكنه مات في النهاية و لم يعرف السعادة ..
    تساءلت عن هذا كثيرا و استشرت أمي فقالت لي ( إن ثوابه عند الله تعالي علي مدي صبره و تحمله له أجر كبير و منزلة في الجنة ) ..
    صحيح أني حزنت عليه كثيرا لأنه عاش حياة بائسة خالية من السعادة ..
    وقتها أحسست بأن مصيبتي أهون من مصيبته .. بت أعرف أن للصابرين منزلة في الجنة فأردت أن أكون منهم ..

    أعتذر( للحيــاة ) حينما إتهمتها بالقسوة ..
    و للطيور و البلابل حينما قلت عنها خرساء ..
    و للدموع حينما جمدتها بالعين ..
    و لصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه ..

    أعتذر ( للأحــلام ) لأني أطرق بابها كل ساعة
    و أجعلها تأخذني إلي كل مكان أريده .. فهي حققت
    كل أمنياتي دون تردد .. و هي من أتعبتها معي حينما
    كبرت و كبرت معي أحلامي ..و رغم ذلك كله ..
    لا تتذمر و إنما تقول " أطلبي و أنا علي السمع و الطاعة " ..

    اعتذر ( لأوراقــي ) لأني كتبت فيها و أحرقتها ..
    و رسمت الطبيعة عليها .. و بدون ألوان تركتها ..
    و في لحظة همومي و أحزاني لجأت إليها ..
    و في لحظة فرحي و راحتي أهملتها .. و عندما
    عزمت الاعتكاف عن الكتابة مزقتها و ودعتها إلي الأبد ...

    أعتذر ( للسعــادة ) لأني عشقت الحزن و حملته شطرا
    من حياتي .. و عشقت البكاء لأني أنفس به عن آلامي ..
    و عشقت قول الآه لأنها تطفئ حرقة قلبي ..
    و عشقت الجراح لأنها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي ..
    وعشقت الصمت في لحظة الألم لأنه يحفظ لي كبريائي
    فعذرا أيتها السعادة لأني أبعدتك عن حياتي ...

    أعتذر ( لأمـــي ) لأنها تألمت عند ولادتي ..
    و سهرت علي نشأتي و رعايتي ..
    تبكي علي بكائي .. و تسعد عندما تسمع ضحكاتي ..
    و تسقم لسقمي .. و تتعافي بمعافاتي ..
    و صبرت و تحملت طيشي و إزعاجي ..
    و تجاوزت أخطائي و تذكرت حسناتي ...

    أعتذر ( لقلمـــي ) لأني في معاناتي أتعبته ..
    و لأني حملته الألم و الأحزان و هو في بداية عهده ..
    و عندما انتهي رميته و استعنت بآخر مثله ..

    أعتذر ( لخواطـــري ) لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن و الألم ..
    فقد أصبح الكل يبحث عنها و عن معاني غموضها ..
    في قواميس لا وجود لها في هذا الزمن ..

    أعتذر ( للواقـــع ) لأني بكل قسوة رفضته ..
    و أغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المرة ..
    و شكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة ..
    و نسيت أنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيمة ..
    في المواقف الصعبة ..

    أعتذر ( للأمــــل ) حينما رحلت عنه بدون استئذان ..
    و لازمت اليأس في محنتي ..
    و مكابرتي رغم مرارتي و آلامي ..
    فقد كانت سعادتي الوهمية تكويني في صمت ..
    و تعذبني في ليلي دون إحساس الآخرين بي ..

  3. #13
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474855

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البارت { الرابع عشر و الأخير }

    علمتني الحياة كيف أبتسم وبداخلي جروح تصرخ وتئن ~

    غريبة هي الحياة بغرابة من يعيش على هذه الأرض

    علمتني ان الناس قاسية على من يخطئ حتى وان تاب ~

    علمتني ان ابتسم وانا اذوب في قمة الحزن ~

    علمتني ان اخفي ألمي وحزني بعيدا عن الناس ~

    علمتني الا اقول كل ما اعرف .. و ألا اكذب ~

    علمتني ان لا ارى الناس ملائكة فتنهار احلامي ..

    علمتني ان الكتابة هي ارقى فنون التعبير ~

    علمتني أن ابتسم رغم الألم الذي يخنقني ،،

    علمتني أن أضحك رغم بكائي ، أن أصمد رغم انكساري،~

    علمتني أن ابتسم في الوقت الذي ينتظرني فيه الآخرون أن ابكي ~

    علمتني ان الحياة فانية لا محالة وهي رحلة قصيرة حتما لها نهاية ~

    علمتني الحياة أشياء كثيرة كنت لا أعرفها .. علمتني الصبر و التحمل ..علمتني أن أفرح مع الناس و أحزن وحدي و أن دواء جرحي هو رضائي بقدري ..
    علمتني أن أتظاهر بأني بخير دائما مهما عصفت بي الحياة فالكتمان أجمل بكثير من شفقة الآخرين ..
    الحياة قاسية و لكنها أعطتني دروسا قيمة .. أتذكر مرة قرأت هذه العبارة في أحد الكتب
    ( إذا تعلمت الصبر فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة ) ,, الصبر هو كل ما أحتاجه الآن لكي أكون قوية ..

    ذهبت لعدة أطباء و لكن لم يعرفوا سبب مرضي .. لم ينفع أي علاج أخذته .. أمي كان من منظورها أن أتعالج بالقرآن ..
    بدأت أقرأ القرآن ساعتين يوميا أقرأ بقلبي و روحي و أستشعر كل كلماته و أحس بلذته .. بدأت ألاحظ أن الألم يخف كلما قرأت ..
    إلي أن زالت أعراض الصداع العنيف .. تمسكت بالأمل لا أريد أن يخيب ظني و أفشل ..

    بعد تخرجي مباشرة ذهبنا إلي دكتور جاء من مدينة أخري .. كان لا يشبه أي دكتور رأيته .. كان مختلفا جدا ..
    لم يعاملني كأني مريضة بل عاملني كأني ابنته أو كأنه يعرفني منذ زمن .. يضحك و يمزح معي ..
    ارتحت له لم أشعر بالخجل و لم أري في عينيه تلك النظرات التي اعتدت علي رؤيتها في عيون الناس ..
    كان يحكي لي قصصا و أحيانا يقول لي دعابات .. فجأة سألني سؤال فاجأني و أعاد لي شريط حياتي .. قال لي :

    الدكتور : هل تعرضت لصدمة في صغرك ؟؟ ..

    يارا : ارتبكت من سؤاله و لكني قلت له : لا لم أتعرض لشيء .

    الدكتور : هل أنت متأكدة ؟؟

    يارا : نعم أنا متأكدة .. عشت حياة عادية جدا كأي طفلة .

    الدكتور : و لكن أشعر بأنك تخفين شيئا .. من الضروري أن تبوحي بهذا السر .

    يارا : ......................................

    الدكتور : ما رأيك أن تذهبي لطبيب نفسي لكي تتعالجي من هذه الصدمة أولا ..

    ابتسمت ابتسامة سخرية و لكن لم تخفي عليه هذه الابتسامة .

    الدكتور : لم أقصد أن تذهبي للطبيب النفسي لأنك مجنونة بل لكي ترتاحي من هذا الضغط .

    يارا : لدي أمي بمثابة الطبيب النفسي أقص عليها كل شيء .

    الدكتور : إلا هذا السر لم تقوليه لأحد .

    يارا : لا يوجد لدي سر .

    تناقشنا كثيرا و أعطاني عدة أدوية .. كان من أفضل الأطباء الذين قابلتهم ..
    ذهبنا البيت و أمي بدأت تسألني هل حدث لك شيء و أنت صغيرة و لكني لم أجبها قلت لها لا يوجد شيء مهم ..
    جلست مع نفسي و بدأت في التفكير .. هل أقول لأمي ما الذي حدث لي في صغري !! ..
    و لكن كيف أقول لها الأمر صعب جدا .. فكرت كثيرا في الموضوع و لكني لم أقرر هل أخبرها أم لا ..

    ذكرياتي المؤلمة لا تموت ،
    تختبئ في أصغر مناطق ذاكرتي
    ترتجف .. فلا تظهر
    حينما أحاول قتلها بالنسيان ،
    و
    حينما أضنها ماتت ،
    أشكر النسيان .. فيرحل
    إلى حيث لا عودة
    فإذا بها تظهر من جديد
    تستولي على كُل شيء ’
    تتغدى على بكائي ,
    يعجبها صوت النواح !
    شيطانها يُكبلني
    لا أستطيع الحراك
    هي تأبى ان تغادر ذلك الشتاء
    وأنا أأبى أن أعبد أوراق ماضِ لن يعود
    فأبقى ،
    سجينة ذكرى مؤلمة
    و تبقى
    هي تستحوذ علي


    في الليل لم أستطع النوم لأن ذكريات الطفولة عادت لي بعدما كنت أتناساها ..
    غفوت قليلا و إذ بي أري في الحلم قريبي الذي عانيت بسببه ..
    استيقظت من النوم و أخيرا قررت إخبار أمي لعلي أرتاح من هذه الكوابيس .. ذهبت إلي المطبخ وجدت أمي وحدها ..
    أخذت نفسا عميقا لكي أبدأ في الكلام و لكني توقفت عند آخر لحظة ..

    هذا صعب جدا كيف أبدأ في الكلام .. ليس لدي الجرأة لإخبارها و مواجهتها ..
    لالا من الضروري أن أقول لها و ليحدث ما يحدث .. حسنا سأبدأ بسم الله ..

    يارا : أمي أريد إخبارك بشيء .

    تلفتت أمي باهتمام و قالت : أسمعك قولي .

    يارا : امممم عرفت ما هي الصدمة التي أصابتني .

    أمي باهتمام أكبر : قولي بسرعة ما هي ؟؟

    يارا : لا أستطيع إخبارك و أنت تنظرين لي هكذا .

    أدارت ظهرها ناحيتي لكي أتجرأ قليلا : حسنا قولي أسمعك .

    يارا : و لكن الأمر صعب جدا لا أدري كيف أبدأ .

    أمي : تشجعي و قولي لا تخافي .

    يارا : حسنا .. عندما كان عمري 8 سنوات تعرضت للتحرش .

    التفتت أمي بصدمة : ماذا !! من هو ؟؟

    يارا : ستنصدمين أكثر لو قلت لك .

    أمي : قولي من هو ؟؟

    يارا : مراد ( لا داعي أن أقول مراد إذا كان عمي أو خالي أو ابن خالي المهم أنه من العائلة ) ..

    أمي انصدمت كثيرا لم تنطق بحرف .. بعدها بدأت تلوم نفسها لأنها لم تنتبه لي وقتها و لكن حدث ما حدث و انتهي كل شيء ..
    خافت كثيرا إذا كان تعرض لشرفي قلت لها لم يلمسني لا تخافي و لكنه تحرش بي فقط ..

    أمي : لماذا لم تقولي لي وقتها ؟؟ لماذا أخفيت هذا الأمر عني ؟؟

    يارا : لم أعرف كيف أخبرك كنت خائفة .

    أمي : تحرش بك مرة أو أكثر ؟؟

    يارا بغصة : تحرش بي طيلة 3 سنوات .

    أمي صدمت كثيرا .. استغربت كيف كتمت هذا السر الكبير في قلبي لمدة 15 سنة ..
    حمدت الله أني لم أصب بالجنون من أثر الصدمة ..

    أمي : لماذا لم تهربي منه ؟؟ لماذا لم تصرخي ؟؟

    يارا علي وشك البكاء : كان يمسك بي بقوة لم أستطع الحراك .. حتي أنه يغلق لي فمي لكي لا أصرخ ..
    كنت خائفة كلما ذهبنا لبيتهم كنت أرتعد خوفا .. و لكني سئمت من تحرشه بي بل كرهت كل شيء يتعلق به ..
    لذلك فكرت أن أهدده لكي يخاف .

    أمي : ماذا قلتي له ؟

    يارا : ذات يوم ذهبنا لبيتهم و لحسن حظي لم يكن في البيت .. صعدت إلي غرفته وجدت دفتر و قلم حبر أخذته و كتبت فيه
    ( مراد لقد عرفت حقيقتك إذا لم تتوقف سأفضحك .. يارا ) .. تركت الدفتر مفتوحا لكي يراه و خرجت ..

    أمي : ماذا حدث بعدها ؟؟
    يارا : في اليوم التالي أتي للبيت كان خائفا جدا .. أنت ذهبت للمطبخ لتحضري له الشاي ..
    وقتها جلس بجانبي و كان يرتجف من الخوف .

    مراد : يارا ماذا عرفت عني ؟؟

    يارا : لا داعي للإنكار أنا سئمت منك .

    مراد : أرجوك لا تخبري أحد لن أقترب منك بعد الآن .

    يارا : ........................................ .......

    مراد : أرجوك لا تخبري أحد .

    من ذلك اليوم لم يقترب مني ابدا .. كان خائفا أن أفضحه و أدمر حياته و لكنه بالمقابل دمر حياتي و تركني أعاني بسببه ..
    ضلت أمي 3 أيام تسألني عن الأحداث بالتفصيل و أنا قلت لها كل شيء .. أحسست بأن عبئا ثقيلا زاح عن كاهلي ..
    أمي عاملتني بلطف وقفت بجانبي كثيرا و ساندتني في كل شيء .. هي الوحيدة التي تعرف كل أسراري لأنها بمثابة صديقة مقربة جدا ..
    أما مراد فهو متزوج الآن عنده أولاد و يعيش حياة سعيدة و أنا دفعت ثمن طيشه و تهوره ..

    بدأت أتعالج و أشعر بأني أتحسن يوما عن يوم .. حتي أني بدأت أضحك و أبتسم بعدما كنت قد نسيت الضحك لأني عشقت الحزن و الدموع ..
    بدأت أتحدث مع إخوتي و أمزح معهم .. و أخي الذي كان يكرهني أصبح يهتم بي و تحسنت معاملته معي لأنه أدرك أنه كان علي خطأ ..
    تحصلت علي وظيفة و بدأت نفسيتي في التحسن .. أحسست بأني عما قريب سيتحقق حلمي .. ستتحقق أمنيتي التي طالما تمنيتها ..

    كثيرا ما تظل ذكريات الماضي عالقة تقتحم راحتي وتطيح بكل سلام بداخلي فلا أقدر أن أنساها ..
    سواء مواقف مؤلمة من الأخرين أو جرح لمشاعري أو إيذاء أو ذكريات تحرش أو ذكريات إهانات وكلمات قاسية أو معاملة ظالمة ..
    مرارة .. رفض.. فشل.. اهمال.. مواقف مملوءة بالخجل والخزي والذنب والهزيمة وذكريات مؤلمة لفقدان آخرين ..

    أيا كانت الذكريات سواء لأشخاص أو مواقف , لقد آن الوقت للتخلص من ثقل هذه الذكريات ...
    أتي الوقت لأن أتحرر من هذه المعاناة .. وأنال شفاء كاملا ..
    المياه حين تعبر بالنهر فهي تمر بسرية .. ولا تترك أثار أو علامات بارزة في جانبيه ..
    والمعني أن الله سينسيني المشقة وحينما أرجع وأتذكرها لن تكون هناك آثار جروح متجددة ,
    لن تكون هناك مرارة أو مشقة أو أحمال .. وكأن ذهني كالنهر تعبر به مياه متجددة تزيح ألم الذكريات المرة ذكريات الماضي المتعبة .

    أيقنت أنه يجب أن أتعالج نفسيا و داخليا لكي أتماثل الشفاء و أتخلص من كل الآلام .. أتذكر مرة أني قرأت هذه الجملة في أحد المواقع ( الشفاء الداخلي يقول بأن مشاكل ومعاناة الإنسان البالغ ترجع إلى الإساءات والصدمات التي تعرض لها الطفل في طفولته حين كان غير مسئول عن ما حدث له، وهذا الأمر صحيح علمياً ) .. وقتها أدركت بأن كتمي لمعاناتي كانت أكبر خطأ ارتكبته .. لو لم أكتم هذا الأمر لما كنت ذقت هذا العذاب و لما كنت عذبت نفسي و كرهتها .. و لكن الآن أصبحت أكثر وعيا و إدراكا و بدأت أستشير أمي في كل شيء يخصني و آخذ النصائح منها .. و أقرأ القرآن و الرقية الشرعية اللذان أهملتهما في السنوات الماضية .. أدركت مدي الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي و دفعت ثمنها فيما بعد .. لذلك أردت فتح صفحة جديدة لأبدأ من جديد .. لأتفادى هذه الأخطاء في المستقبل ..

  4. #14
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474855

    رد: فتاة اهلكها التمني

    حان الوقت لبدء حياة جديدة ~~
    بعيدا عن الحزن ~
    سأغلق نوافذ الذاكرة القديمة ~
    و سأغلق ابواب قلبي حينما اقفل ذاكرتي ~
    سَأدفنُ ذَلك الأَلم الذي تَربعَ عَلى عَرشُ قلبي ~
    سأبَعثرُ دَمعي من على وجنتاي ~
    لِتَكون كَقطرات ندى على الورود ~
    سأمحى كل ذكرى حزينة ~
    حُفرتْ علَى حَواف روحِي وبَساتينُ عقلي ~

    سأبدأ من الصفر

    سأضع الغطاء الابيض على بعض الذكريات الجميلة ~
    فعندما اريد العودة اليها سأجدها كما هي ~
    و سأحرق تلك الذكريات السيئة

    سأرتدي ملابس بيضاء و لن ادعها تتلوث مرة اخرى بيد حقيرة ~
    ذكرياتي سوف تكون كلها جميلة لن يكون فيها شيء سيء ابدا ~
    ستكون كلها ضحك ~
    فرح ~
    بسمة ~
    كل شيء جميل سيكون فيها ~
    لن يكون فيها شيء من الحزن ابدا ~
    فأنا الآن أصبحت حرة بما فيه الكفاية ~
    لكي أرى نفسي مرة اخري ~
    لأعيش لنفسي ~~

    بوحي لهذا السر الذي أتعبني كثيرا كان أفضل شيء فعلته .. لأني أحسست بفارق كبير في نفسيتي ..
    أحسست بأن العلاج بدأ يستجيب بحمد الله تعالي .. أصبحت أري شعاع أمل يخبرني بأني سوف أشفي عما قريب ..
    هذا الشعاع الذي طالما تمنيت أن ألمحه لأتفاءل .. حمدت الله كثيرا لأني شعرت بالسعادة في أول خطوة نحو الشفاء ..

    أعرف أن لكل حكاية نهاية و لكني من واقعي المرير فقدت الأمل و اعتقدت بأني سأظل طوال عمري هكذا و لن أري النور و بأن عيناي لن تفارق الدموع ..
    والابتسامة ستهجر شفاهي ..و سأبقى اسيرة للصمت مدى الحياة لا أعرف السرور .. و لكني أدركت بأني مخطئة و لم يفت الأوان علي التغيير ..
    مهما كانت الحياة قاسية و مؤلمة سيأتي يوم يضيئ ظلام هذه الحياة و ستشرق شمس أيامي القادمة ..

    بدأت ملامح وجهي تتغير .. كل يوم ألمح تحسنا ملحوظا .. نفسيتي تحسنت كثيرا لأني بتت موقنة بأن الفرج قريب ..
    و أن الله استجاب دعائي بعد 12 سنة .. الحمد لله حمدا كثيرا .. الله لا ينسي عباده و لكني كنت غافلة و مقصرة فيما مضي ..
    صحيح أني أصلي الصلوات المفروضة و أقرأ القرآن أحيانا و لكني لم أكثر من الأدعية و الاستغفار ..

    أغمضت عيني وبدأت رحلتي .. فتارة تستوقفني ذكرى سعيدة فأسعد معها

    وتارة ينتابني الم بسبب ذكرى تسببت لي في ذلك ..

    أراهم وكأنني أعيشهم مرة أخرى !

    ولكن ما فائدة الذكرى ان لم تنفع المؤمنين !

    استغرقت كثيرا وتعمقت .. حتى وجدتني اغيب عن عالم الواقع ..

    فلو لم يصبني الالم .. لما اشتقت طعم الهناء
    ولو لم أرى الظلم .. لما احسست بقيمة العدالة
    ولو لم أتعرض للخيانة .. لما قدست الوفاء
    ولولا القسوة .. لما تقت للدفيء و الحنان
    ولولا العداوة .. ما كنت قيمت الصداقة
    ولولا الوحدة .. ما تعطشت للقاء
    ولولا الخطأ .. ما كنت ميزت الصواب
    ولولا الحزن .. ما احسست بثمن السعادة
    ولولا الفشل .. ما كافحت للنجاح
    ولولا ظلام اليأس .. ما اتجهت الى بصيص الأمل

    وغيرها من المصاعب التي مررت بها في رحلتي .. نعم هي مصاعب مؤلمة و قاسية ..
    لكن ماذا لو نظرنا لها بمنظور جديد
    سنجد ان الحياة أخذت منا لتعطينا .. وحرمتنا لتعلمنا..

    قاسية انت .. ظالمة
    لكنك ذكية

    بالنسبة لأحمد أصبح يشرب الخمر و العياذ بالله لا أدري هل أنا السبب في ذلك أو أنه أختار الطريق الخطأ ..
    حتي أنه تشاجر مع أحد الشباب و طعنه بالسكين في بطنه و أدخلوه السجن .. لا أعلم لماذا أختار لنفسه عيش حياة مليئة بالمعاصي ..
    الله أبعدني عنه .. وقتها أدركت أن ابتعادي عنه كان خيرا لي .. لم أسمع عنه شيئا منذ ذلك الحين ..

    لم أعد أري مراد في أحلامي .. حتي أن رؤيتي له لا تحرك بداخلي مشاعر الخوف و الرعب ..
    شفائي من الصدمة يعني شفائي من هذه الأمراض .. ليتني أخبرت أمي بهذا السر منذ زمن بعيد ..
    بصراحة لم أفكر إخبارها في يوم من الأيام أردت أن يموت هذا السر معي و لا يعرفه أحد .. زيارة الدكتور كانت حكمة من الله تعالي ..
    كان للدكتور فضل كبير بعد الله تعالي .. كلامه أعطاني القوة لأصارح أقرب الناس لي ..

    بات حلمي في أن أعيش حياة كأي فتاة طبيعية قريب المنال .. لم أعد أبكي لم أعد أكتئب أو أشعر بالتعاسة ..
    غادرت جدران غرفتي أصبحت أجلس مع أمي و إخوتي نتحدث و نضحك .. كل صباح أنظر لوجهي في المرآة أشعر بأني بدأت أعود لطبيعتي ..
    و تمر الأيام و أنا أتحسن بفضل الله تعالي إلي أن شفيت تماما ..

    لم أصدق بأن عذابي انتهي .. أجهشت بالبكاء و سجدت سجدة شكر لله تعالي .. و أخيرا عدت طبيعية و أخيرا شفيت تحققت أمنيتي تحقق حلمي ..
    بكيت شكرا لله تعالي .. لطالما أهلكني التمني لطالما بتت باكية محطمة و لكن الآن انتهي كل هذا .. انتهت مأساتي انتهي عذابي ..
    بات بإمكاني أن أعيش حياتي .. لن أري تلك النظرات ثانية .. لن أسمع كلاما جارحا عن شكلي .. يا الله أحمدك و أشكرك علي هذه النعم ..
    عشت عذابا لـ 12 عاما و لكني نسيت كل شيء .. نسيت بأني تعذبت و بكيت .. نسيت بأني كرهت نفسي و ظلمتها .. نسيت بأني تعرضت للأذى و القسوة ..
    كل شيء هان عندما شفيت كل الحزن اختفي .. كل المشقة تلاشت يا الله ما أرحمك استغفرك و أتوب إليك ..

    قد تغيب شمس السعادة يومــــاً مــــا
    لكنها ستشرق حتمــــاً في اليوم التالي
    معلنة ً عن فجر جديـــــد ملــــيء بالفـــــرح
    فإياك واليـــأس
    وإياك والقنـــــوط
    دائما ً انظر الى النصف الممتلئ من الكأس
    فالنصف الفارغ مليء بالفــــراغ
    ويومأ ما ستمل عينك من النظر إليه

    فقد تمـــرّ علينـــا لحظـــات نشعر بمرارة الأيام وقسوتهــــا
    ربما لأحداث مؤلمــــة حصلت لنــــا......
    أو لفقدان احد الأعــــزاء
    أو لمــــرض ألـّم بنا
    وأحياناً لمشكلة صغيرة حدثت معنـــــا
    فتهطل علينا الأحزان من حيث لا نشعر
    لا داعي لليأس لأن فرج الله قريب

    وإن في الماضي لعبرة لمن يعتبر! ولكن هذا لا يعني أن تغوص النفس في بحر الأحزان والآلام،
    ليجد الإنسان نفسه قد فقد ماضيه نتيجة أخطاء وأحزان، أو علاقات وعادات سلبية، ويفقد حاضره الذي يدمره باجترار مستمر لذكريات مؤلمة،
    فيترتب على ذلك مستقبل مظلم يؤدي بهذا الإنسان إلى معاناة مستديمة بأمراضٍ نفسية وعضوية نتيجة الوقوع في فخ الذكريات المؤلمة.

    وربما يؤدي تدمير الذكريات المؤلمة لدى البعض إلى العلاج ولكن يستطيع البعض الآخر تدمير آلام الذكريات بالإيمان بالله عز وجل والرضا بقضائه وقدره، وبالإرادة القوية والعمل المستمر في إصلاح ذات الإنسان وتزكيته لنفسه، والقدرة على مواجهته لأخطائه، وتحدي ظروفه، وتخطي لحظات الحزن والفراق والمرض والمحن، بنفسٍ مطمئنة متفائلة راضية مرضية بما كتب لها ،وهي واثقة بالله العفو الغفار الرحمن الرحيم.

    لكي ندمر الذكريات المؤلمة نحتاج الي نفس حريصة على التعلم من أخطاء الماضي، من أجل حاضر أفضل ومستقبل مشرق،
    ويحتاج الإنسان دائماً إلى جرعات من التفاؤل والإيجابية والأمل وإلى قدر من التسامح مع نفسه ومع الآخرين.
    نحتاجُ دائماً إلى حِضْنِ الأُمِّ، يَضُمُّنا ويُرَبِّتُ على أَحْزانِنا، مَهما كَبُرْنا وتَسَلَّلَ الشَّيبُ إلى رُؤوسِنا .. هذا ما أدركته من تجربتي في الحياة ..

    الألم.. هو تلك القوة المبهمة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على أنفسنا فتجعلنا
    نتراجع ...نفكر .. نتصرف بطريقة أخرى نقية صافية ...

    •.♥.•°من هنا .. تنبع السعادة •.♥.•°

    فنحن عندما نعاني ... نتعذب.. نتألم ... نصبح أكثر نضجاً ..
    وأكثر قدرة على التحمل ,,, وأكثر عطفاً على الآخرين ....
    وأكثر تسامحاً معهم ... أكثر إحساساً بوطأة آلامهم ..
    لن تعرف معنى السعادة دون أن تتجرع من كأس المرارة
    و لن تشعر بلذة النجــاح دون أن تعرف معنى الألمـ ..

    على العبد أن لا يستعجل إجابة الدعاء فإن الله يختار لعبده أفضل مما يختاره العبد لنفسه فقد يطول البلاء رحمة للعبد لأجل أن يزيد بالدعاء ويزيد في الأجر والعمل الصالح الذي يعود عليه بالنفع بعد موته فإنه يؤتى بأشد الناس بلاءا في الدنيا فيغمس في الجنة غمسه واحده فيقال ( يا ابن آدم هل مر بك بلاء قط هل رأيت بؤسا قط فيقول لا والله يا رب ما مر بي بلاء قط ولا رأيت بؤسا قط ) .
    ومن أنواع الصبر :

    الصبر على أقدار الله المؤلمة لكننا في الواقع قد لا نصبر فلذلك أوصانا الحبيب بأن لا نتمنى البلاء وإذا ابتلينا أن نصبر .

    ونكثر من دعاء اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة وعلى العبد أن يقدر نعمة العافية ويشكر المنعم الذي أنعم عليه هذه النعمة.

    تذكر ان السعادة وراحة البال تأتي من الداخل وليست من الخارج
    تنبع من الذات وليس مصدرها خارجي كالمال و الشهرة ونحوها.

    تذكر أن الحياة دار ابتلاء
    ولا تدوم على حال وانها دار عبور لا دار اقامة وسرور وأنك لامحالة قد تصادف اشخاص او مصائب تسبب لك الضيق و الإزعاج فتسلح بالصبر ولا تيأس وادعو الله ان يكفيك شر المخلوقين .

    تعلم كيف تواجه المشكلة ولا تهرب منها
    لأن هروبك سيعقدها واطرح الحلول المناسبة لها وشارك المقربين منك اومن تثق بهم في حلها .

    ليس من الضروري ان يحبك الجميع
    واهم من يجب ان تحرص على محبته ربك ثم والديك واخوتك .

    لم أفكر في أن أروي قصتي لأحد و لم أفكر في نشرها و لكني أردت أن يستفيد منها البعض و يأخذوا العبرة لأني لا أريد لأي فتاة أن تعيش الحياة التي عشتها و تذوق العذاب بكل مرارته .. أتمني لكل أم و ربة بيت و أخت أن تهتم ببناتها و لا تتركهن مع شاب بالغ حتي إذا كان عمها أو خالها لأن الذئاب البشرية لا ترحم .. أتمني من كل فتاة أن ترقي نفسها بآيات الله تعالي ولا تظهر جمالها للناس لأن عيون الحقد و الحسد كثيرة ولا تتمني الخير .. أتمني أن تأخذن العبرة من قصتي و تستفدن من نصائحي .. أنا الآن في 22 من عمري أعيش حياة سعيدة بفضل الله تعالي ..

    أهدي هذه الرواية لكل فتاة ابتلاها الله ,, لكل فتاة عانت من قسوة و ظلم الناس .. لكل فتاة تعرضت لإهانات أو تحرش ..
    أتمني أن تستمدي القوة من قصتي و أن لا تستسلمي مهما عانيت من قسوة الحياة .. لأن الله معك و سيعوضك عن كل آلامك مهما كانت ..

    رحلة حياتي تحملت كل مشاقها
    لأني كنت أعلم أنها ستنتهي يوما ما ..
    كنت أترقب المستقبل يوما بعد يوم ..
    ولكني أردت أن أجعل من رحلتي
    سيرة فتاة حالمة
    أو لعلي أردت أن أجعل منها قصصا
    تحكي عن شخصيتي ..
    قصصا تروي حصاد عمري بكل ما جنى
    قصصا تروي أيام الظلم و ثواني الهناء ..
    قصصا تبوح لكل العالم ما كنت عليه أنا ...

    النهـــــــــــــــــاية

  5. #15
    Banned
    تاريخ التسجيل
    Thu Sep 2014
    المشاركات
    15
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: فتاة اهلكها التمني

    شكرا جزيلا على الموضوع

  6. #16
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Apr 2015
    الدولة
    الاردن الحبيبة
    العمر
    31
    المشاركات
    19
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: فتاة اهلكها التمني

    قرأت شوي منها واعجبتيني كتييييير
    رح اكملها انشالله واحكيلك رأيي
    يعطيكي العافيه

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. القبض على نشال ارتكب 18 قضية سرقة بالرصيفة
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-10-2012, 09:56 AM
  2. خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البريطاني جودة: الأردن لم يطالب بحل عسكري للازمة في سوريا
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2012, 04:03 PM
  3. هوايتي تربية اسماك الزينه ...
    بواسطة سمير محمود ابوزيد في المنتدى الديكور المنزلي
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 14-10-2010, 11:38 PM
  4. الاردن يدخل موسوعة غينيس انشاء الله بالطموح المتواصل
    بواسطة وسام الامير في المنتدى منتديات المهباش الاردنية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 10:13 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك