زهرة الثلج
- كان الفصل شتاء، ارتفع فيه الثلج عاليا عن مستوى سطح الأرض، والريح تهب باردة في الخارج.
كان كل شيء باردا باستثناء منزل وحيد كان ينعم بالدفء، في داخله تجلس زهرة صغيرة داخل بذرتها تحت الثلج المتراكم.
وفي أحد الأيام سقط المطر، وحفر داخل الثلج والجليد باتجاه البذرة الصغيرة جالبا معه شعاعا صغيرا من الشمس.
قالت الزهرة في داخل البذرة: أدخل.
قال الشعاع: لا أستطيع، فأنا لا أملك القوة الكافية لأدفع مزلاج البذرة.
صمت الشعاع قليلا ثم تابع قائلا: ولكنني سوف أكون أكثر قوة عندما يأتي فصل الربيع، عندها يمكنني الدخول.
ومتى يأتي فصل الربيع؟.
كان هذا سؤال الزهرة المتكرر لكل شعاع صغير يطرق بابها. ولكن فصل الشتاء ظل مستمرا لزمن طويل، وبقيت الأرض مغطاة بالثلج، وفي كل ليلة تتحول المياه الى جليد.
وفي أحد الأيام، وبعدما تعبت الزهرة من طول الانتطار، حدثت نفسها قائلة:.
الى متى سوف أظل هكذا؟ !أشعر بالضيق الشديد. يجب أن أمد نفسي لأرتفع قليلا الى أعلى، وأرفع المزلاج بنفسي. يحب أن أستكشف الخارج، وأقول: صباح الخير أيها الربيع.
ضغطت وضعطت على جدران البذرة، كانت الجدران ناعمة جراء المطر، ودافئة من أشعة الشمس القليلة التي وصلتها. لذا فقد استطاعت الزهرة أن تنطلق من تحت الثلج ببرعم أخضر شاحب على ساقها، وأوراق خضراء طويلة وضيقة من الجهة المقابلة.
عندما نهضت الزهرة، كان البرد قارسا في الخارج، فردد الطقس والريح معا:.
لا زلت صغيرة، ولا يحسن بك الخروج الآن أيتها الزهرة.
ولكن كلما مر بها شعاع من الشمس، حياها مبتسما، وهو يقول: مرحبا بك أيتها الزهرة.
دفعت الزهرة رأسها عن الثلج وفردت نفسها، كانت ناصعة البياض وجميلة جدا.
كان يمكن لمثل هذا الطفس القاسي أن يجمدها ويميتها وهي الزهرة الرقيقة الناعمة، ولكنها كانت قوية، فقد وقفت بتويجها الناصع فوق الثلج الأبيض، تحني رأسها كلما بدأت ندف الثلج بالتساقط، وترفعه ثانية كلما لاح لها شعاع من الشمس لتيتسم في وجهه.
وفي كل يوم كانت الزهرة تنمو أكثر فأكث، وتزداد جمالا وبهاء.
وبينما مجموعة من الأطفال يلعبون في الحديقة، لمح أحدهم الزهرة، فهتف بسعادة يا الهي، أترون زهرة الثلج التي تقف هناك بكل بهاء وجمال..
انها أولى الزهرات..
انها الوحيدة.
المفضلات