الزيارة:::
سنعود قروناً خلت ونقلب صفحات مضت، نقرأ فيها ونتأمل سطورها
ونقوم بزيارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته عبر الحروف
والكلمات.. سندخل بيته ونرى حاله وواقعه ونسمع حديثه، نعيش في
البيت النبوي يوماً واحداً فحسب. نستلهم الدروس والعبر ونستنير
بالقول والفعل..
لقد تفتحت معارف الناس وكثرت قراءتهم واخذوا يزورون الشرق
والغرب عبر الكتب والرسائل وعبر الأفلام والوثائق، ونحن أحق منهم
بزيارة شرعية لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نطل علة واقعه
جادين في تطبيق ما نراه ونعرفه وسنعرج على مواقف معينة في
بيته .. علنا نربى أنفسنا ونطبق ذلك في بيوتنا.
صفة الرسول صلى الله عليه وسلم:::
ونحن نقترب من بيت النبوة نطرق بابه استئذانا لندع الخيال يسير مع من
رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصفه لنا كأننا نراه لكي نتعرف على طلعته
الشريفة ومحياه الباسم.
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم
أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير- رواه البخاري
وعنه رضي الله عنه قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوع بعيد مابين
المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه.
وعن أبي إسحاق السبيعي قال:سأل رجل البراء ابن عازب أكان وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال:لا بل مثل القمر-رواه البخاري
وعن أنس رضي الله عنه قال:ما مسست بيدي ديباجاً ولا حريراً ولا شيئاً الين
من كف الرسول صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول
الله صلى عليه وسلم- رواه البخاري
ومن صفاته عليه الصلاة والسلام الحياء حتىقال عنه أبو سعيد الخدري رضي
الله عنه ::كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى
شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه- رواه البخاري
إنها صفات موجزة في وصف خِلْقة الرسول صلى الله عليه وسلم وخُلقه فقد
أكمل له الله عز وجل الخَلق والخُلق بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
كلام الرسول صلى الله عليه وسلم:::
أما وقد رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض صفته لنرى حديثه وكلامه
وماهي صفته وكيف هي طريقته! لنستمع قبل أن يتحدث عليه الصلاة والسلام
عن عائشة رضي الله عنها قالت:ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد
سردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بين، فصل يحفظه من جلس إليه-رواه ابوداود
وكان هيناً ليناً يحب أن يُفهم كلامه، ومن حرصه على أمته كان يراعي الفوارق
بين الناس ودرجات فهمهم واستيعابهم.. وهذا يستوجب أن يكون حليماً صبوراً
عن عائشة رضي الله عنها قالت:كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً
فصلاً يفهمه كل من يسمعه- رواه ابوداود
وتأمل رفق الرسول وسعة صدره ورحابته وهو يعيد كلامه ليُفهمهم
وكان صلى الله عليه وسلم يلاطف الناس ويهدئ من روعهم فالبعض تأخذه
المهابة والخوف.
داخل البيت:::
أذن لنا واستقر بنا المقام في وسط بيت نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام
لنُجيل النظر وينقل لنا الصحابة واقع هذا البيت من فرش وأثاث وأدوات وغيرها
ونحن نعلم أنه لا ينبغي إطلاق النظر في الحُجر والدور ولكن للتأسي والقدوة
نرى بعضاً مما في هذا البيت الشريف! إنه بيت أساسه التواضع ورأس ماله
الإيمان.. ألا ترى أن جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من
الناس اليوم!!
فقد قال عليه الصلاة والسلام: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تصاوير- رواه البخاري
ثم أطلق بصرك لترى بعضاً مما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعمله في
حياته أليوميه
عن ثابت قال: أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب غليظا مضبباً بحديد فقال:
يا ثابت هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم- رواه الترمذي
وكان صلى الله عليه وسلم يشرب فيه الماء ،والنبيذ، والعسل، واللبن(قال الحافظ في الفتح-المراد بالنبيذ المذكور:
ثمرات نبذت في ماء أي نقعت فيه كانوا يفعلون
ذلك لاستعذاب الماء)
أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده
وفي معاركه الحربية وأيام البأس والشدة فلربما أنه غير موجود الآن في
المنزل. فقد رهنه الرسول صلى الله عليه وسلم عند يهودي في ثلاثين
صاعاً من الشعير أقترضها منه كما قالت ذلك عائشة ومات الرسول
صلى الله عليه وسلم والدرع عند اليهودي ولم يكن صلى الله عليه وسلم
ليفجأ أهله بغتة يتخونهم ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله
وكان يسلم عليهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المفضلات