السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
اخواني واخواتي احباب الاردن
سأطرح عليكم هذا اليوم موضوع عاد يدور الحديث عنه في الشارع الاردني لنناقش معا موضوع الجلوة العشائرية من ناحية ايجابياتها وسلبياتها , واللي عنده فكرة يبدي رأيه وانشاء الله خير للجميع , واليكم بعض جوانب الجلوة العشائرية .
الجلوه" عرف عشائري أسهم في حقن الدماء بين المتخاصمين قبل عشرات السنين، واليوم يعود الجدل في الشارع الأردني حول الجلوة العشائرية، إيجابياتها وسلبياتها، بعدما انتهى دور الأعراف العشائرية في ظل وجود سلطة المؤسسات القانونية. مصطلح "الجلوة" يعني الرحيل أو ترك المكان أو الابتعاد عنه إلى موقع آخر؛ حيث كانت تلجأ إليه العشائر الأردنية لحقن الدماء وخوفًا من تطور المشاكل وحصول المضاعفات وإعطاء فرصه للصلح وهي متلازمة في العادات والأعراف والتقاليد في قضايا جرائم القتل العمد أو جرائم العرض.وعندما تقع مثل هذه الجرائم ترحل عشيرة المعتدي إلى منطقة أخرى تحت حماية إحدى العشائر الموجودة في تلك المنطقة، توفر لهم الحماية والأمن، وفي الماضي كان من السهل الرحيل، لكون العشائر تسكن في بيوت من الشعر ويعتمدون على الماشية في حياتهم، أما اليوم فيصعب نقل المنازل الأسمنتية ونقل مراكز العمل والجامعات والوظائف وغيرها من مستلزمات الحياة الحديثة.وهناك جدل اليوم في الشارع الأردني حول الجلوة العشائرية؛ إيجابياتها وسلبياتها، أن قانون العشائر في المملكة الأردنية الهاشمية تم وقف العمل به بتاريخ 16/6/1976 باستثناء القتل العمد وهتك العرض، والوجه فيهما.فورة الدم وتعني الجلوة رحيل جماعة القاتل أو الجاني فورًا عن جماعة المقتول أو المعتدي عليه؛ لأن الوضع يكون متوترًا والناس أعصابهم مشدودة ومتأثرين، إذ لا يعقل أن يقتل شخص من عشيرة معينه ويبقى أقاربه في موقعهم أمام جماعة المقتول، وهذا ما يسمــي (فورة الدم) والتي ربما ترتكب بها جرائم أخرى كبرى بسبب الجريمة الأولى.وعزمت الحكومة الأردنية عام 1971 على إنشاء مجلس شيوخ العشائر للحفاظ على أمن الناس وحياتهم ودمائهم وأموالهم وكرامتهم ويقوم بتنفيذ الجلوة العشائرية عند وقوع الجريمة الحاكم الإداري في المنطقة ورجال الشرطة بالتعاون مع شيخ العشيرة إضافة إلى عشيرته التي يستجير بها الجاني وجماعته لحمايتهم وترحيلهم من المنطقة.وكان الناس في الماضي بأعداد قليلة ولا يوجد لهم أية مصالح سوى الزراعة وتربية الماشية ويعيشون في بيوت الشعر، وليس لديهم أثاث كما هو الحال، ولا يوجد موظفون أو مصالح حكومية تجمع الناس مع بعضهم، وكانت وسائل نقلهم تتم على الدواب، لذلك كانت في السابق عشيرة الجاني كاملة تجلو عند وقوع الجريمة إلى موقع آخر محدد في المنطقة من قبل شيوخ ووجهاء العشائر والقضاة العشائريين فيها، وكان الناس الذين يجلون يبقون في مجلاهم لسنوات عديدة وربما يبقون في نفس الموقع الجديد ولا يعودون إلى موقعهم السابق. ونظرا لازدياد أعداد الناس وانتشار المعاهد والمدارس والجامعات والدوائر الحكومية وإقامة المباني التي تكلف كثيرا وانخراط الناس في أعمال التجارة والصناعة والسياحة إضافة للزراعة وتشعب مصالح الناس وتشابكها ووجود أعداد كبيرة فقد دأبت القيادة السياسية خلال فترة حكم الملك الحسين بن طلال، على اختصار الجلوة العشائرية والتخفيف منها وحث الناس على مساعدة بعضهم بعضًا لما كان للجلوة من آثار مدمرة قاتله على عشيرة الجاني، خاصة أن الدين الإسلامي حثنا على القصاص على أن يشمل الجاني فقط وليس أقاربه.وفي عهد الملك عبدالله الثاني جرى تعديلات على موضوع الجلوة حتى أصبحت على الجد الثالث فقط للتخفيف على الناس والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم وأموالهم وأرواحهم، وأصبحت الجلوة تشمل الرجال البالغين فقط بعكس ما كانت سابقا تشمل جميع الرجال والنساء من عشيرة الجاني وأصبحت الجلوة حاليا تنفذ على دفتر العائلة للتخفيف عن الناس ومساعدتهم، وأصبح العلم والثقافة والدين يحكم الناس وتولد الوعي لديهم.ولذلك جاءت عملية الجلوة بوصفها الحالي ممتازة ومناسبة للجميع، بحيث خففت على الناس المشقة والمعاناة والألم وحاليًا تتم الجلوة بالتنسيق بين الحاكم الإداري في المنطقة والشرطة وشيوخ ووجهاء العشائر الذين يقومون بتنفيذها إلى المجلي المتعارف عليه في المنطقة على أن لا يستمر مدة الجلوة حاليًا أكثر من سنه كما كان سابقاً.
المفضلات