بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
ذم التفرق والاختلاف
الأدلة على ذم التفرق :
لقد ذم الله التفرق ونهى عن الطرق والأسباب المؤدية إليه .
وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة التي تحذر من التفرق والاختلاف وتبين سوء عاقبته وأنه من أعظم أسباب الخذلان في الدنيا ، والعذاب والخزي وسواد الوجوه في الآخرة .
قال تعالى :
{ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم }{ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }{ وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } (آل عمران : 105-107) .
قال ابن عباس :
( تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة ) .
وقال تعالى :
{ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون } (الأنعام : 159) .
فقد دلت الآيات على ذم التفرق وخطورته على الأمة في الدنيا والآخرة ، وأنه سبب هلاك أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى ، وسبب كل انحراف وقع في الناس .
وأما السنة فقد جاءت فيها أحاديث كثيرة في ذم التفرق والاختلاف والحث على الجماعة والائتلاف فمن ذلك ما رواه الإمام أحمد وأبو داود عن معاوية رضي الله عنه أنه قام فقال :
ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال :
« ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة . وإن هذه الأمة ستتفرق على ثلاث وسبعين ملة اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة » .
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون في النار ، لا ريب أنهم الذين خاضوا كخوض الذين من قبلهم ثم هذا الاختلاف الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
إما في الدين فقط وإما في الدين والدنيا ثم يؤول إلى الدين . وقد يكون الاختلاف في الدنيا فقط . وعلى كل حال فإن الفرقة والاختلاف لا بد من وقوعهما في الأمة والرسول صلى الله عليه وسلم يحذر أمته منه لينجو من الوقوع فيه من شاء الله له السلامة .
" أصول الايمان في ضوء الكتاب والسنة "
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
المفضلات