السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صور من الإشتباكات خارج الأقصى قديم
في يوم الاثنين الموافق 8/10/1990 وقبيل صلاة الظهر حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة "أمناء جبل الهيكل" وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في المسجد الأقصى المبارك وقد هب أهالي القدس لمنع المتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون زعيم "أمناء جبل الهيكل" مع نحو خمسة آلاف فلسطيني قصدوا المسجد لأداء الصلاة فيه، وتدخل جنود حرس الحدود الإسرائيليون الموجودون بكثافة داخل المسجد الأقصى ، وأخذوا يطلقون النار على المصلين دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 22 شهيدا وجرح أكثر من 200 منهم، كما اعتقل 270 شخصا داخل وخارج المسجد.
و اندلعت معركة غير متكافئة فالصهاينة يطلقون الرصاص الحي والشبان والأطفال والشيوخ والنساء يردون عليهم بالحجارة، لتغوص ساحة المسجد بالدماء التي خضبت أرض الأقصى الطاهرة .
وكان ذاك يوماً مشهوداً للقدس افتدي الأقصى فيه بدماء اثنين وعشرين شهيدا وأكثر من مائتي جريح.
صورة من الإشتباكات داخل الأقصى قديم
في ذكرى المجزرة وحمام الدم نسأل:
هل سمعتم هذا الشهر، لا بل هذا العام ، لا بل هل تذكرون أن الأخبار حملت إلينا نبأ يهودي يقتل يهودياً آخر؟
لهذا السؤال وجهان : الأول : أن اليهودي وعملاً بإحدى الوصايا العشر وهي (لا تقتل) يقدس حياة أخيه ، لا يستبيح حرمة دمه على وجه الخصوص ، وبنفس القداسة وبدافع ديني يرى اليهودي أن غير اليهود خصوصا (الجويم) أي الأميين جائز قتلهم، بل واجب ديني ، حينما تتوقف مصلحة اليهودي على هذا القتل كما يتوقف الاستيطان على الترحيل والتهجير الذي يستدعي القيام بالمجازر وبهذا تكون المجزرة واجبا يقوم به أخلص اليهود للكيان الصهيوني.
أما الوجه الآخر للسؤال وهو المتعلق بنا هو أننا ـوفي ظل فقدان وعي جنوني ، قد نزعنا كل ما هو مقدس من حساباتنا على صعيد الذات والمجتمع ظناً منا أننا بذل نخرج من جلدنا ونعالج ضعفنا وتخلفنا وانحطاطنا.
لذلك نجد أن المقدس ـ أو العامل الديني ـ ولو كان مجرد أساطير وأباطيل ، قد ضمن لليهود دوماً الدافعية التي تحركهم باتجاه تحقيق حلم صهيون وإقامة الكيان بالمقابل تماماً نجد أن تخلينا عن المقدس وإبعادنا للعامل الديني من الصراع هو الذي جعل فلسطين لقمة سائغة لليهود والمنطقة ساحة وهو الذي جعلنا نهون في نظر بعضنا البعض ، فنعمل قتلا وتقتيلاً لانفسنا وفي ساحتنا وجعلنا نهون بالتالي على العالم فلا ينظر إلينا كما ينظر لغيرنا من البشر.
جاءت الانتفاضة المباركة والمعجزة لتعيد الصراع إلى إطاره الصحيح وتعطيه عنوانه ولتؤكد من جديد أن المقدس ـ أي العامل الديني ـ هو الأعمق والأقوى والأقدر على الحشد والتجييش وهو الأقدر على بعث أبناء الأمة من جديد رواداً وعمالقة كما عرفهم التاريخ.
وجاءت مجزرة الأقصى لتجعل من القدس ـ عنوان القداسة ورمز العامل الديني ـ عنوانا لحرب طويلة ومقدسة ضد اليهود والغرب.
حرب مقدسة نحمل فيها راية الخلاص للبشرية من خلال طرح القداسة كمفهوم مستمد من الله القدوس لينسحب على الإنسان كإنسان بغض النظر عن لونه أو عرقه أو مذهبه.
اما اليوم فالأقصى بات يشكوا من مجازر في الأرض ومجازر في البناء ومجازر في التاريخ ومجازر في الحضارة ، فالأنفاق تتلوى والمباني تنهار والبيوت مهددة بالزوال والمرابطين غير امنين على انفسهم ولا على زوارهم او ابنائهم ،
التهويد اصبح علنيا بعد 18 عاماً وحجر الأساس أصبح وشيك أن يجد محله داخل الأقصى .
أما عن تجهيزات الهيكل فبات الشبان والشابات حاخامات المستقبل بالتدرب على التعامل مع الهيكل
فالأمر اصبح وشيكا وناقوس الخطر يدق الأبواب
المفضلات