كتب مكرم الطراونة
بعد عام على بدء شرارة الربيع العربي، الذي عصف ببعض قادة الدول العربية، ويقترب من فض الشراكة مع آخرين، تطفو على السطح، قضية حاسمة بالنسبة للشرق الأوسط، خصوصا وأن تأثيرها سيكون أشد قسوة من الحراك الشعبي والثورات التي تنتشر في جميع أنحاء الوطن العربي.
العام الحالي، سيكون حاسما بالنسبة للمنطقة، حيث بدأ أفق أزمة "نووية" تلوح بالأفق مع مواصلة إيران المضي قدما في بناء مفاعلها النووي، فيما الكيان الصهيوني يتربص لشن هجمة بحق طهران، ما تزال أميركا تضغط باتجاه عدم حدوثها، نظرا لوجود قضيتين هامتين ما تزالا عالقتين في أذهان ادارة البيت الابيض وأوروبا تتمثلان في امدادات النفط، ومضيق هرمز.
رئيسا أركان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، سيلتقيان هذا الاسبوع مرتين، ذاتا صلة بالبرنامج النووي الايراني، خصوصا وأن الايرانيين سيُتمون إدخال مشروعهم الذري الى عمق كبير داخل الأرض، بشكل لا يعطي فاعلية لهجوم عسكري قد يشنه كيان العدو، ذلك الهجوم الذي يدفع أميركا للقلق بشكل متصاعد.
ومقابل ذلك تضغط طهران، التي تواجه حصارا اقتصاديا خانقا، باتجاه اللعب بورقة مضيق هرمز، ذلك المضيق الذي من شأن إغلاقه قطع امدادات النفط عن أوروبا وأميركا، الأمر الذي يجعل البيت الأبيض يفكر مليا وبشكل عقلاني أكثر من التفكير الصهيوني الذي لم يعرف في حياته سوى الحروب والهجمات المضادة، حيث لم يدرك هذا الكيان أن السيناريوهات تغيرت، وإن كان يراهن على أن الانفجار سيحدث ليس بسبب هجوم صهيوني وإنما بسبب خوف القيادة الإيرانية من العقوبات الاقتصادية، وعندها ستنشب حرب على الوقود والمال والسلع في الشرق الأوسط وليس بسبب قصف المنشآت النووية الإيرانية، بحسب ماذكر محللين صهاينة لوسائل إعلام مختلفة.
الصهاينة يراهنون على أن يضغط الايرانيون على الزناد أولا بسبب الطوق الاقتصادي الخانق والعزلة الدولية اللذين يزدادان احكاما حول أعناقهم. حيث يرى الكيان الصهيويني والإدارة الأميركية أن انهيار طهران الاقتصادي أصبح قريبا جدا. ولا يستطيع أحد ان يتنبأ متى ستكون اللحظة التي ستدفع احمدي نجاد الى عمل خاطئ وإحداث تحرش عسكري يهدد العالم ويجبي منه ثمنا باهظا جدا يزيل الطوق الخانق عن طهران.
لكن في نظر البعض فإن طهران، أدارت اللعبة حتى الآن بشكل ذكي، مدعومة بموقف روسي قوي، يرى أن عواقب شن هجوم على طهران وخيمة، ولا تصب في صالح أحد، حيث يرى محللون أن القيادة الإيرانية هي من تحاول اصابة الكيان الصهيوني بانهيار عصبي قد يدفع ثمنه كبيرا.
الساسة الصهاينة ينظرون للأمر بشكل مختلف عن القيادة الأميركية، وهذا كان فحوى الاتصال الهاتفي الذي جرى بين بنيامين نتنياهو باراك أوباما بداية الأسبوع الحالي، وبحسب إيهود باراك في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان فإنه "تبقى اقل من سنة على وقف البرنامج النووي". باراك أكد حينها أن "الخط الاحمر الصهيويني هو من اللحظة التي يتم فيها قسم هام من التخصيب في موقع محصن، حيث ستكون إيران دخلت "مجال الحصانة" والخيار العسكري يشطب عن جدول الاعمال".
النووي الإيراني، قد يشعل الشرق الأوسط، ومضيق هرمز عرضة للقرصنة الإيرانية، فيما أميركا تشتاط غضبا وليس بيدها حل سوى خنق طهران اقتصاديا، في وقت يؤكد قادة الكيان الصهيوني أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التطور النووي الإيراني، فهل سيلجأون إلى عمل أكثر حزما؟.
وفي ضوء ذلك، يبقى الجانب العربي صامتا في العلن، رغم أن دولا خليجية لم تتأخر كثيرا في التأكيد أنها ستعوض العالم عن النفط الإيراني، ذلك النفط الذي في غيابه ستعاد خريطة أسعاره عالميا، وبالتالي ستشهد الدول قاطبة أزمة اقتصادية تترتب على ارتفاع أثمان النفط.
المصدر: الحقيقة الدولية - كتب مكرم الطراونة
المفضلات