ملحق الثقافة
على شرفة الوجود
هل قالني شعري
وغنّاني بلا وترٍ
على ورقي
وفاض بنبع خاطرتي النشيدُ؟
وهل الكلام يقودني
نحو الكلام مكشّفاً
عما أريد من الحياة كما أريدُ؟
حاورتُ آفاقاً تحرّرني
من الأغلال
ترفعني إلى برجٍ
على درجٍ من الرغبات
يصبح فيه مدى رؤاي
هو الوجودُ
وأريد أن تجتاز ذاكرتي
حدود الصمت
أو خوفي من التوقيف
عند حواجز الوقت المكبّل بالسؤال:
إلى متى ينأى ويهجرني الوصال
ويختبي في الأفق عني
ذلك الألق البعيدُ؟
هل فرّ ماء البحر
من مرآته الزرقاء
والشطآن جفّفها الشرودُ؟
مالي آراني
كلما أوقدت ناري
أطفأتها رعشة الطرقات
فارتابت خطاي
وعاركتني الريح
والوجع العنيدُ
مالي وهذي مفردات العشق
تغزلني على نولي قميصاً
للتي كانت تناكث غزلها
وتطل من خلف النوافذ
علّني إن صحّت الرؤيا
إلى أزهار ساحاتي
البليلة بالندى
يوماً أعودُ
ما لي إذا ما ملّني طول انتظاري
فالمسافة قد تطول
وقد يدوّخني التطلع للجهات
وقد يقدّد رايتي قيظٌ شديدٌ
فالهوى في الروح مطلعه شديدُ
ما لي سواي
وقد تخلى عن مصاحبتي صباحٌ
طل في وجهي فأمّلني
وخلّى بيننا بينٌ
يغنّيني وحيداً
إذ أكابد
ما يكابد في سآمته الوحيدُ
سأشد إزري
بالذهاب إلى غدي
ويدي تلوّح بالعصا للبحر
– كن رهواً
لأعبر نحو ميقاتي
على جبلٍ
أناجي قارئاً عشقي
فيكتبني سطوراً باسقاتٍ
كلما وحيي يجودُ
أنا في مقام العشق منفردٌ
يجدّدني هواي
على هواي
فحيثما ابتعد القديم
يعد جديداً
مثلما يأتي الجديدُ
متمهّلاً أجتاز رخو الرمل
يؤنس وحشتي ظلي،
قيافة هيئتي،
ما قاله جدّي أمامي:
عن عروجي في مقامي
- إن جفاك الحظ سهواً
أو قلاك الحلم ليلاً
أو ظمأتَ إلى وجودك
في بريدك
فانتظر حيناً
تحنّ سحابةٌ
من فوق رأسك بالبروق
وتقتل الصمتَ الرعودُ
فأرد وجودَكَ
في وجودِكَ
وابتعث لحناً سماويا
يريدك أن تكون
كما تريدُ
* محمد ضمرة
المفضلات