الأردن.. تجار يقاطعون السلع الإسرائيلية ومطاعم أمريكية بلا زبائن
تجاوب تجارٌ أردنيون مع دعواتٍ شعبية لمقاطعة البضائع والسلع الإسرائيلية والأمريكية، حيث قال بعضهم إنهم يراقبون السلع في متاجرهم لضمان عدم تسلل أية بضائع إسرائيلية، فيما شارك العشرات من تجار الخضار والفاكهة مؤخرًا في اعتصامٍ يدعو لمقاطعة هذه البضائع، وأبدوا حرصهم على عدم الاتجار بها.
وحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فإن حجم التبادل التجاري بين الأردن وإسرائيل في العام 2007 بلغ 306.9 ملايين دولار، فيما لم تُعرف بعد البيانات المتعلقة بالعام 2008.
وقفزت حركة التبادل التجاري بين الأردن وإسرائيل من 174.8 مليون دولار في 2006، لتصل إلى 306.9 ملايين دولار في 2007، بينما قفزت حركة التجارة المتبادلة بين مصر وإسرائيل خلال الفترة ذاتها من 203.9 إلى 234.1 مليون دولار.
وقال محمود عاشور -وهو مدير فرع لأسواق "فود سيتي" وهي واحدة من أكبر الأسواق التجارية الأردنية-: إن شركته "ملتزمةٌ منذ ما قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بمقاطعة البضائع الصهيونية بشكلٍ كامل". وأكد عاشور أن "فود سيتي" تراقب بصورة صارمة كافة المنتجات التي تدخل إليها، وتحرص على مقاطعة أية بضائع إسرائيلية، كما تتحرى بلد المنشأ بالنسبة لأي منتج. لكنَّ عاشور رأى أن مقاطعة البضائع الأمريكية أمرٌ صعب التطبيق في الأردن؛ نتيجة وجود شريحة واسعة من السلع والمنتجات بالأسواق ذات منشأ أمريكي، كما أن انخفاض سعرها يعزز من انتشارها، إذ إن انخفاض السعر ناتج عن أنها "بضائع معفاة من الجمارك بموجب اتفاقٍ خاص بين الأردن والولايات المتحدة". وقال عاشور: "إن الطلب على المنتجات الأمريكية في الأسواق ومحلات السوبر ماركت الأردنية لم يتأثر حتى هذه اللحظة، لكن المطاعم والمقاهي الأمريكية هي التي تشهد انخفاضًا حادًّا في أعداد زبائنها ومبيعاتها؛ نتيجة كونها علامات تجارية مشهورة، ولكون الحملات الشعبية عادةً ما تركز عليها".
من جانبه، أكد مدير فرع لأحد مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية في الأردن "انخفاض الطلب، وتراجع أعداد الزبائن بصورة حادة منذ بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتجددت الحملات الشعبية الداعية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية". وقال مدير الفرع التابع لسلسلة مطاعم أمريكية شهيرة، والذي طلب عدم ذكر اسمه: إن مبيعات الفرع الذي يعمل به انخفضت بنسبة 80%، مشيرًا إلى أن هذا الانخفاض يأتي في الوقت الذي يُفترض فيه أن تنتعش المبيعات وحركة الزبائن بالتزامن مع رأس السنة الميلادية والأعياد وموسم العطلات وإجازات نهاية الأسبوع. ويقول منظمو الحملات الداعية للمقاطعة: إن بعض الشركات الأمريكية تقدم دعمًا لإسرائيل، والبعض الآخر يفتتح فروعًا له في مستوطنات مقامة على الأراضي الفلسطينية عام 1967، مما يعزز من الاستجابة الشعبية لهذه الحملات.
وتنتشر في الأردن حاليًا دعواتٌ وحملات شعبية تدعو لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، لكن أبرزها وأكثرها تنظيمًا حملة "اتحرك" التي أطلقها ناشطون من طلبة الجامعات الأردنية قبل أيام، والتي نفذت خلال أيام قليلة ست فعاليات، من بينها ثلاثة اعتصامات استهدفت بشكلٍ مباشر مطاعم أمريكية محددة، ورابعٌ استهدف سوق الخضار المركزي؛ حيث يتم توزيع منتجات زراعية إسرائيلية رخيصة الثمن. وأكد المنسق العام لحملة "اتحرك" الدكتور فاخر دعاس، أن مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية تشهد انخفاضًا قياسيًّا في أعداد الزبائن والمبيعات نتيجة تجاوب الجمهور مع حملات المقاطعة الشعبية. وقال دعاس: "كلما نفذنا اعتصامًا أمام مطعم أمريكي نلاحظ أن أعداد الزبائن قليل جدًّا"، مضيفًا: "هناك انخفاضٌ كبير وملموس في الإقبال على هذه المطاعم.. لقد بدأت تتبلور ثقافة جديدة في أوساط الشباب الأردني هي ثقافة المقاطعة، ونحن دورنا تعزيز هذه الثقافة والمحافظة عليها حتى بعد انتهاء العدوان على غزة". وأشار دعاس إلى أن عشرات التجار شاركوا في الاعتصام الذي نظمته حملة "اتحرك" أمام سوق الخضار والفواكه المركزي وسط العاصمة، ما يعني أن هؤلاء التجار يبدون تجاوبًا كبيرا حيال مقاطعة المنتجات الإسرائيلية. وكشف دعاس عن نية الحملة التواصل مع إدارات الأسواق والمراكز التجارية الكبرى في الأردن، لحثها على مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية، ودعم المنتجات الوطنية البديلة. وكانت النقابات المهنية الأردنية وقوى معارضة قد نظمت اعتصامات ومسيرات تزامنت مع الهجوم الإسرائيلي على غزة، طالبت خلالها بإلغاء اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، ودعت لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية ردًّا على المجازر في غزة، كما قام منظمو أحد الاعتصامات النقابية بإحراق البضائع الإسرائيلية والأمريكية في إشارةٍ إلى مقاطعتها دون رجعة.
ويذكر أن مجموعة "الحقيقة الدولية" وضمن فعاليات "حملة رسول يوحدنا" قامت بتنظيم اكبر حملة لمقاطعة المنتجات الأميركية والأوروبية التي تدعم الكيان الصهيوني.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان 27.1.2009
المفضلات