كريمان الكيالي - علبة رائعة تحوي مجسمات من الكريستال ،قلب يتوسط عصفورين صغيرين ، قطعة من الشيكولاته الفاخرة مغلفة ببذخ مستفز وكيس أنيق من الحناء؛ نموذج لهدايا ترافق دعوات «كروت «حفلات الزفاف هذه الأيام.
بطاقات الزفاف جزء من تفاصيل كثيرة في أعراس هذه الايام التي أصبحت عبئا على أصحابها ، تقام غالبا في قاعات الفنادق او صالات الافراح والصواوين- بيوت الشعر - وهي خيارات لم تكن موجودة حتى ثمانينيات القرن الماضي،إضافة إلى أن الدعوات أصحبت تشمل الاصدقاء والمعارف و زملاء العمل بعد ان كانت تقتصر على الأهل والأقارب ، وعلى ذات النهج دعوات الجاهات وحفلات الخطوبة .
حالة مختلفة
أعراس زمان حالة مختلفة ، والدفء الجميل الذي تميزت به الحياة في الماضي، كان يحتوي كل الاشياء والمناسبات .. العرس أبعد مايكون عن التكلف والكلفة ، حالة من الابتهاج العفوي..الدعوات أبسط وأكثر حميمية «مشافهة « على الأغلب ،والحفلات تقام في البيوت، ولاتتطلب اكثر من اعتماد غرفة في المنزل ، وإخلاء العفش منها ونصب « لوج « للعرسان لايتعدى طاولة عليها كرسيان وبعض الزينة البسيطة، اما ما يحتاجه الحفل من مقاعد وحتى الأكواب التي يقدم فيها الماء والعصير فكان يتم استعارتها من الاهل والجيران ، فلم تكن كراسي البلاستيك او اكواب «التيك اواي « معروفة، وفي أحيان كثيرة كان يسبق يوم الزفاف حفلات سمر ليومين أو ثلاثة أيام غالبا ما كانت تقام على سطوح المنازل.
عودة خجولة لأعراس البيوت بدأت تفرض نفسها في بعض المحافظات ، الغلاء وتدني الدخول وتأخر سن الزواج ، واجرة البيوت المرتفعة ، أسباب بدأت تدفع ببعض الأسر لضغط كبير في النفقات ، والتخلي عن كثير من المظاهر التي تترافق وحفلات الزفاف بخاصة في الارياف في مقدمتها حفل غداء تقليدي يتبعه نقوط ..
بأسلوب اعتمد البساطة المطلقة أقام «أبو محمد « من الأغوار الوسطى ، حفل زفاف ابنه الكبير في البيت، دعوة اقتصرت على المقربين من الاهل و الأقارب والاصدقاء وزملاء العمل ، لم يتجاوز عدد المدعوين 50 شخصا ، ويقول «والد العريس « الغذاء مكلف والنقوط تقليد محرج ، الغيناه واستبدلنا كل ذلك بحفلة في الهواء الطلق قدمنا فيها كنافة ومرطبات وقهوة سادة ، الشيء الذي حرصنا عليه هو..الزفة الجميلة التي تذكر ببهجة الافراح في الماضي.
لا «دي جي « ..لا»تورتة
في عرس محمد «25عاما» ، لم يكن هناك «مناسف « ولا «دي جي « ولا»تورتة « لكنه كان عرسا جميلا قريبا من القلب ، ويقول العريس :» من أجل أن أتزوج بعت السيارة ، وبرغم ذلك ترددت كثيرا خوفا من الانتقادات ،سواء بالنسبة لإلغاء حفل الغداء الذي يتبعه النقوط كما تفترض العادات والتقاليد ، أو استبدال الصالة بالبيت خاصة وان اقامة الاعراس في البيوت «موضة « انتهت ، لكن بحسبة بسيطة وبهذه الخطوة وفرت مالايقل عن 4000-5000 دينار ،و- غالبا- كنت سأظل أسددها لسنوات ، ما شجعني أكثر أن هناك حفل وداع بسيطا أقيم بصالة لأهل العروس حيث تعيش في محافظة بجنوب المملكة ، و يصعب قدوم المدعوين وتنقلهم من محافظة لاخرى .
أما العروس «23عاما» فتقول حفلات الاعراس اصبحت مظاهر اكثر منها بهجة ، ليس هناك من يفرح من القلب ، إمكانياتنا محدودة ، نحن موظفان وسنبدأ حياتنا من الصفر، أمامنا أكثر من عام لتسديد ثمن الاثاث ، اضافة الى ان هناك الكثير الذي ما نزال بحاجة اليه في البيت ، وبذخ حفل الزفاف ليس مقياسا للسعادة..
تضيف «العروس « .. حفل الخطوبة اقتصر على عدد محدود جدا من أفراد الأسرة ، لذا كان لابد من دعوة الاهل والاقارب والصديقات لحفل وداع ، لأن المسافة بين المحافظتين بعيدة جدا ، ولو كان منزل اسرتي واسعا لما اقمت حفلة وداع في صالة .
اسئلة مشروعة
هل سيكون عرس «محمد» البداية نحو ترشيد حقيقي لنفقات الاعراس على الاقل بين اسرته واقربائه؟.
هل سيتبع كثيرون ما فعله؟.
الاهم في الزواج تكوين اسرة متفاهمة بعيدا عن المظاهر التي لن تجلب السعادة للعرسان..
المفضلات