هناك قصة جميلة لصديقي الساخر يوسف غيشان اسمها " سعيد الطز" : ((كان سعيد الطز يتعرض لموجة ضحك عارمة كلما ذكر إسمه لشخص ما. سئم سعيد الطز هذه السخرية المحرجة .فقرر تغيير أسمه؛ ذهب سعيد الطز الى دائرة الأحوال المدنية، وقدم استدعاء لتغيير أسمه. بالفعل ، فقد غير سعيد الطز إسمه..... الى وحيد الطز)).
لا أدري لماذا تذكّرت هذه القصة تحديداً..عندما بدأ تنسم علينا الأخبار " المحبطة " بان الابقاء على "الصوت الواحد" هو الملمح الأبرز في قانون الانتخابات الجديد الذي ننتظر "مصعه" من رحم الحكومة خلال اقل من أسبوعين...راح سعيد القديم وسيأتي وحيد الجديد ..ويبقى "الطزّ "على حاله.
بعد سنة من الأخذ والعطاء وورش العمل في وزارة التنمية السياسية ، وتغيير الوزير، ولجنة وزارية لتعديل القانون، والتأكيد على ان الانتخابات في موعدها، وان الأردن مقبل على مرحلة مهمة من الديمقراطية ،ووعود بقانون عصري "جديد لنج"..وفي آخر المطاف سيطلع علينا "اكزوزت الصوت الواحد" من جديد...عام "مطبق الحجر" أخذت من وقت وحلم الأردنيين ،ثم نكتشف انها مجرّد"معاملة تغيير اسم " فقط لا غير.. طيب لماذا حل البرلمان القديم وعطلت الحياة البرلمانية سنة كاملة ؟ .
اذا كنا سنعيد ذات الوجوه وذات الكروش وذات "المؤخرات اللاصقة" وذات الأسماء وذات الصراعات وذات القوى وذات المصائب وذات السلبيات وذات "حمة البال" ليجلسوا على صدورنا 4 سنوات أخريات.
تقول الأخبار : من المتوقع زيادة عدد المقاعد الى 120 مقعداً ؛ "2000مبروك" مما يعني..أن هناك 10نواب جدد، و10نمر سيارات جدد، و10حجات،و10بعثات دراسية، و10أفواه مفتوحة للمكتسبات التي لها اول وليس لها آخر .
مجلس النواب السادس عشر مثل المجلس الخامس عشر مثل المجلس العاشر عشر..ما دام الصوت الواحد هو الذي يؤذن في المرشّحين الذين ياتون من كل نفوذ "عميق"..وسيبقى المواطن يدفع ضريبة صمته على "مين اجا ومين راح".
غطيني يا كرمة العلي..الصوت الواحد رح "يجعر"من جديد.
المفضلات