فلسطين أكبر!
.. هذا كذب مفضوح، فإسرائيل لم تحاصر غزة، وترتكب مجزرة الرصاص المصهور لمصلحة محمود عباس وسلطته الوطنية، .. وإلا فلمصلحة مَنْ تقارف قوى الاحتلال كل هذا الذي قارفته وتقارفه في الضفة؟!.. أهو أيضاً لمصلحة حماس؟!.
على الفلسطينيين أن يفهموا، أن خلافهم هو الآن مبرر الاحتلال الصهيوني، بعد أن وصلوا إلى اقتناع العالم أن الحل في المنطقة هو إقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين!!.
خلاف الفلسطينيين هو الآن المنفذ الوحيد لتهرّب إسرائيل من القناعة الدولية، ومن فشل الاحتلال في ابتلاع الوطن الفلسطيني وكسر إرادة شعبه، وارغامه على قبول العبودية والغطرسة العنصرية!!.
أيام التمهيد لاقامة الكيان الصهيوني، والأحابيل التي نصّبها الانتداب الصهيوني، انقسم الشعب الفلسطيني إلى مجلسين ومعارضة. حسينية ونشاشيبي، أهل المدن والفلاحين. ولم تترك قوى التحالف الصهيوني/البريطاني فرصة إلا واستعملتها لتفريق الفلسطينيين واشغالهم بالخلافات الداخلية. وحين أصبحت قضية فلسطين قضية عربية عمل الإنجليز على زرع الخلاف بين العرب والفلسطينيين. وكان البريغادير كلايتون في السفارة البريطانية في القاهرة هو الذي يدير الخلافات التي أصبحت صراعات عربية، أدت في الصدام الأول بعد وقبل 15 أيار 1948، إلى إقامة الكيان الصهيوني في مواجهة سبع دول عربية!!.
ونقول مرّة أخرى: على الفلسطينيين أن يفهموا أن فلسطين أهم من فتحهم وحماسهم. وأن حجم إيران في المنطقة لا يساوي حجم فلسطين وأن كل عربي يحرص على انقسام الفلسطينيين لأنه معني بكيانه، ونظامه السياسي، ووزنه في منطقة عربية فقدت وزنها، إنما يتاجر بفلسطين .. وفلسطين أكبر من تجارته!!.
المصدر
جريدة الرأي الأردنية
المفضلات