"
سماسرة انتخابات ينتظرون موسمهم
السبيل كثر هم الذين ينتظرون موسم الانتخابات على أحر من الجمر، ومن هؤلاء من يعرفون بـ "سماسرة الانتخابات"، الذين يعرضون خدماتهم على كل مرشح مفترض، باعتبار أن لديهم قدرة على تأمين اجتماعات مع اكبر قدر ممكن من ناخبي الدائرة التي ينوي ذلك المرشح الترشح فيها.
هؤلاء بدأوا بالفعل عملهم مبكرا واستطاع بعضهم الاتصال بأكثر من مرشح مفترض، وعرض خدماته عليه، أملا في الفوز بالموافقة وبعد ذلك تأمين مصدر دخل قد يستمر لأكثر من 5 أشهر متواصلة.
وفق شخص يعمل في ذلك الأمر ورفض بشدة كشف اسمه، فان الأشخاص الذين يحترفون هذه المهنة كثيرون جدا، وبحسبه، فانه ربما يفوق عددهم المئات، بعكس التصورات الحاضرة التي تتوقع أن أعدادهم بالعشرات فقط.
يقول (السمسار) إن بعض زملاء مهنته، يستطيع إقناع المرشح المفترض بنفسه وبخدماته، وبمعرفته بعوائل وعشائر الدائرة، وامتلاكه مفاتيح انتخابية لكل عائلة، وبالتالي يحوز على ثقة المرشح المفترض.
بيد انه يعترف أن آخرين فشلوا في الأمر من أول محاولة، وذلك بسبب عدم امتلاكهم الخبرة الكافية، معتبرا أن هذه المهنة ليست نصبا واحتيالا وإنما على صاحبها أن يكون على معرفة حقيقية بالعوائل والعشائر، وبيوت الدائرة ومفاتيحها الانتخابية، وتأمين اتصال ناجح مع تلك المفاتيح.
ويرفض السمسار الاعتقاد السائد بان ما يقوم به يأتي في باب الخداع أو النصب والاحتيال، ويتحدى أن يكون قد "احتال" على مرشح، أو وعده بأمر ولم ينجزه، مبينا انه "يمكن أن تعد بأكثر مما تفعل، ولكن في نهاية الطريق تفعل جزءا كبيرا مما جرى الاتفاق عليه مع المرشح المفترض".
خلافا لما قاله صاحبنا الذي رفض الكشف عن اسمه، فان بعض هؤلاء يعتقدون أن الأمر برمته بحاجة للفهلوة فقط، وليس للمعرفة والخبرة والدراية وتأمين مفاتيح انتخابية أو عقد لقاءات مع أهالي المنطقة.
ويتعمد هؤلاء عرض خدماتهم على مرشحين مفترضين ينافسون للمرة الأولى، مبتعدين عن أي مرشح له خبرة وباع طويل في الانتخابات، لأنهم يرون أن المرشح الخبير وفق تعريفهم قد يكشف أمرهم سريعا، أما المرشح الجديد فإنه بحاجة لأكثر من 3 أشهر أو شهرين على اقل تقدير لكشف أمر هؤلاء.
المفضلات