الخبر مفبرك وقد ظنوا أنهم بمثل هذه الأخبار يمكن أن يحققوا ما عجزوا عنه مواجهة"
نفى مفتي سورية، الشيخ أحمد بدر الدين حسون، الأنباء التي نقلتها قناة فضائية عربية حول انضمامه إلى ما أسمته القناة بـ "الثورة"، مؤكدا أن الخبر "مفبرك"، ويهدف إلى إحداث شرخ بين الشخصيات الاعتبارية وأبناء الوطن.
ونقلت تقارير إعلامية متطابقة عن حسون قوله إن "ما بثته "العربية" كان حديثا مجتزأ لكلمة طويلة ألقيتها في بلدة الصنمين، حينما ذهبت معزياً لأبنائها بشهدائهم ومنبهاً لهم أن دماءكم هي دماء أبناء الوطن، وأن أعراضكم هي أعراض أبناء الوطن، وأن مطالبهم ستكون مكاناً للتحقيق".
وأضاف حسون أنه "كان على أثر هذه الكلمة فك الاعتصام وعودة الحياة الهادئة حينما أحس أبناء الصنمين الطيبون أنهم في قلب الوطن".
وشهدت مدينة الصنمين في محافظة درعا مؤخرا أحداثا راح ضحيتها عدد من المواطنين، بحسب ما نقلت قناة الإخبارية السورية، وذلك عندما دخل مسلحون في تظاهرة وأطلقوا النار، ما أدى إلى إصابة العديد، فيما كانت وكالة الأنباء "سانا" أشارت إلى أن عدد من "المهاجمين" قتلوا أثناء "تصدي حراس لهم بعد أن حاولوا اقتحام مقر للجيش الشعبي في البلدة".
في سياق متصل، أعرب المفتي عن حزنه من "فقدان المصداقية والصدق في إعلامنا العربي، الذي كنا نتوقع منه أن يكون إعلاماً لحفظ الدماء العربية، وليكون موحداً للأمة لا مفرقاً، وملغياً للتقسيم العرقي والطائفي والمذهبي الذي أصبح هذا الإعلام بوقاً مسخراً لخدمته".
وكانت قناة العربية ادعت يوم الاثنين في نشرة أخبارها أن "المفتي حسون انضم إلى الثورة في سورية"، مقتطعة جزءاً من حديثه لأهل الصنمين، عندما قال الأمر يتعلق بالحرية، وبثته لتدعم ادعاءاتها، ما أثار هذا الاقتطاع ردود أفعال كثيرة، وتناقلته وكالات الأنباء.
وأوضح المفتي أن "الغاية من مثل هذا الخبر المفبرك إيجاد نوع من الشرخ بين الشخصيات الاعتبارية وأبناء الوطن، وقد ظنوا أنهم بمثل هذه الأخبار يمكن أن يحققوا ما عجزوا عنه مواجهة".
وتشهد سورية مؤخرا أحداثا تقدمها عدة وسائل إعلام عربية وغربية ضمن صياغة إعلامية اعتمدت على شهود عيان أو أشخاص في قارات العالم، حيث عمدت على نشر صور ومشاهد تثير مشاعر المتابعين، ساعية إلى تأثير معين.
ويخرج منذ أكثر من شهر العشرات من المواطنين في مظاهرات تتركز في أيام الجمعة تطلق بعض المطالب المعاشية والسياسية، تتزامن عادة هذه التحركات مع وجود حوادث إطلاق نار تؤدي إلى مقتل وجرح مواطنين وعناصر في الأمن والجيش، حيث وصف أكثر من مسؤول بأنهم جماعة من "المندسين" يستغلون "المطالب المشروعة للمواطنين، لزعزعة استقرار سوريا وبث الفتنة بين أهلها".
وقتل في هذه الأحداث العشرات من المواطنين معظمهم في محافظة درعا والباقي من اللاذقية وحمص وبانياس وضاحية دوما في ريف دمشق، كما قتل العديد من عناصر الأمن والجيش.
سيريانيوز
المفضلات