ابواب
معرض للجماجم وبقايا البشر في السويد
تحث لافتة متميزة معلقة الزوار على « التجول حول مكان المعروضات باحترام « في معرض جديد يمكن ترجمة عنوانه إلى « غير إنساني « وذلك بمتحف ستوكهولم للأنثروبولوجيا الوصفية المتعلقة بصفات أعراق معينة، وبالمرور عبر صف من الأرفف يدرك الزائر سريعا سبب الطلب المدون على اللافتة المعلقة، ويتضمن المعرض بقايا أجسام بشرية مثل جمجمة كانت جزءا من مجموعات تحتفظ بها مدرسة عليا سويدية.
ويعلن متحف الأنثروبولوجيا الوصفية بالاشتراك مع منتدى التاريخ الحي أنه يهدف إلى إلقاء الضوء على بعض الجوانب الأكثر سوادا في التاريخ السويدي الحديث وإظهار كيف قام الباحثون والمستكشفون في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بشكل متعمد بانتهاك قدسية القبور وسرقة بقايا أجسام الأهالي المحليين في دول معينة.
وتم نقل البقايا البشرية من أماكن بعيدة تشمل استراليا وغينيا الجديدة وأمريكا الجنوبية إلى السويد حيث تم إجراء تجارب علمية على هذه البقايا مثل قياس أبعادها ومقارنتها بجماجم وعظام أجناس أخرى.
ويقول أندرس بيوركلوند رئيس متحف الإنثروبولوجيا الوصفية في كلمة لتقديم المعرض والإعلان عنه إن جمع الهياكل العظمية والجماجم كان جزءا من جهد واهتمام بمحاولة فك أسرار مهد البشرية وظهور الإنسان.
ويظهر جناح آخر مجموعة من الملابس استخدمها فرد من قومية باوني من الهنود الحمر يعرف بإسم الثعلب الأبيض وتوفى عام 1875 بسبب إصابته بمرض السل بمدينة جوثنبرج على الساحل الغربي للسويد.
واستخدم الباحثون جسمه في دراساتهم بل إنهم حتى نزعوا جلده، وتم عرض بشرة وجهه في متحف آخر قبل أن يتم إخفاؤها على أرفف للتخزين تشبه تلك الأرفف التي يمر بها الزائر داخل المعرض.
وفي التسعينيات من القرن الماضي تم إعادة بشرة وجه هذا الرجل وبقايا بشرية أخرى من جسمه إلى أقاربه الذين يعيشون بالولايات المتحدة.
وسعى متحف الإنثروبولوجيا الوصفية خلال الأعوام الأخيرة إلى إعادة بقايا بشرية أخرى كما يقول بيوركلوند، مشيرا إلى أنه تم إعادة 15 جمجمة عامي 2003 و 2004 إلى القبائل الأصلية من سكان استراليا.
ويضيف إنه مع ذلك فإن المجموعات داخل المتحف لا زالت تضم بقايا 800 شخص معظمهم من السكان الأصليين في عدة مناطق.
ويوضح بيوركلوند أن المتحف يأمل في أن يتم نشر المعرفة حول وجود هذه البقايا البشرية بين السكان الأصليين الذين أخذت من أقاربهم حتى يمكنهم المشاركة في إعادة هذه البقايا مستقبلا إليهم.
وثمة جوانب أخرى لهذه الخطة الطموح وهي تصنيف ورسم خريطة للبشر، إلى جانب إبراز مفهوم ما يعرف باسم الهندسة الاجتماعية في منتدى التاريخ الحي.
وتسيطر نوافذ العرض البيضاء اللون على قاعة العرض في منتدى التاريخ الحي بالبلدة القديمة في ستوكهولم وهذا اللون يذكر بعنابر مستشفى أو معامل.
ويتم تذكير الزوار بأن السويد قامت عام 1921 بإنشاء معهد قومي حول بيولوجيا الأجناس بمقتضى قرار ساندته جميع الأحزاب السياسية تقريبا في البرلمان.
وتم عرض الأدوات التي كانت تستخدم في العمل البحثي الذي يشمل قياس جماجم المجموعات العرقية وذلك مع مجموعة من الصور الفوتوغرافية والتسجيلات الأخرى.
وتوجد أيضا أقسام بالمعرض حول آلاف الأشخاص بالسويد الذين يعانون من إعاقات مختلفة أو مشكلات اجتماعية والذين تعرضوا لبرامج التعقيم وهي البرامج التي توقف تنفيذها في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.
ويقول إسكيل فرانك رئيس منتدى التاريخ الحي إن الرغبة في تصنيف البشر ليست غريبة حقيقة، إنها جزء من الحياة، غير أن ثمة خط يجب التوقف عنده حتى لا تتحول إلى عملية للحط من المنزلة والتي بدورها تؤدي إلى التمييز.
ويضيف فرانك إن الهدف من المعرض هو جعل الزوار على وعي بنوعية القيم التي تحكم هذه العمليات.
( دب أ )
المفضلات